stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 12 يناير – كانون الثاني 2021 “

259views

الأربعاء من الأسبوع الأوّل بعد الدنح

المجمع المسكونيّ التاسع عشر التريدنتينيّ 1545

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 15-7:11

يا إخوَتِي، أَتُرَاني ٱرْتَكَبْتُ خَطِيئَة، لأَنِّي وَاضَعْتُ نَفْسي لِتَرْتَفِعُوا أَنْتُم، عِنْدَمَا بَشَّرتُكُم بإِنْجِيلِ ٱللهِ مَجَّانًا؟
لَقَدْ سَلَبْتُ كَنَائِسَ أُخْرَى، آخِذًا مِنْهَا النَّفَقَةَ لِخِدْمَتِكُم.
ولَمَّا كُنْتُ عِنْدَكُم، وأَنا مُعْوِز، لَم أُثَقِّلْ عَلى أَحَدٍ مَنْكُم، لأَنَّ عَوَزِي قَد سَدَّهُ الإِخْوَةُ الَّذينَ جَاؤُوا مِنْ مَقْدُونِيَة. وقَد حَرِصْتُ في كُلِّ شَيءٍ أَلاَّ أُثَقِّلَ عَلَيْكُم، وسَأَحْرَصُ أَيْضًا.
فَبِحَقِّ المَسِيحِ الَّذي فِيَّ، إِنَّ هذَا الافْتِخَارَ لَنْ يُنْزَعَ مِنِّي في بِلادِ أَخَائِيَة!
لِمَاذَا؟ أَلأَنِّي لا أُحِبُّكُم؟ أَللهُ يَعْلَم!
ولكِنِّي أَفْعَلُ هذَا وسَأَفْعَلُهُ، لأَقْطَعَ السَّبيلَ عَلى الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ سَبيلاً، لِيُفَاخِرُوا بِمَا نَحْنُ بِهِ مُفَاخِرُون!
فإِنَّ أَمْثَالَ هؤُلاءِ هُم رُسُلٌ كَذَّابُون، وفَعَلَةٌ مَاكِرُون، مُتَنَكِّرُونَ بِلِبَاسِ رُسُلِ المَسِيح.
ولا عَجَب، فإِنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يَتَنَكَّرُ بِلِبَاسِ مَلاكِ النُّور.
إِذًا فَلَيْسَ بِغَرِيبٍ أَنْ يَتَنَكَّرَ خُدَّامُهُ بِلِباسِ خُدَّامِ البِرّ: إِنَّ عَاقِبَتَهُم سَتَكونُ عَلى حَسَبِ أَعْمَالِهِم!

إنجيل القدّيس يوحنّا 30-22:3

جَاءَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى أَرْضِ اليَهُودِيَّة، وأَقَامَ هُنَاكَ مَعَهُم وكانَ يُعَمِّد.
وكَانَ يُوحَنَّا أَيْضًا يُعَمِّدُ في عَيْنُون، بِٱلقُرْبِ مِنْ سَالِيم، لِغَزَارَةِ المِيَاهِ فِيهَا، والنَّاسُ يَأْتُونَ ويَعْتَمِدُون،
لأَنَّ يُوحَنَّا لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ أُلْقِيَ في السِّجْن.
وصَارَ جِدَالٌ بَينَ تَلامِيذِ يُوحَنَّا وأَحَدِ اليَهُودِ في شَأْنِ التَّطْهِير.
فَجَاؤُوا إِلى يُوحَنَّا وقَالُوا لَهُ: «رَابِّي، إِنَّ ذَاكَ الَّذي كَانَ مَعَكَ في عِبرِ الأُرْدُنّ، وشَهِدْتَ أَنْتَ لَهُ، هَا هُوَ يُعَمِّد، والجَمِيعُ يُقْبِلُونَ إِلَيه».
أَجَابَ يُوحَنَّا وقَال: «لا يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ لَهُ مِنَ السَّمَاء.
أَنْتُم أَنْفُسُكُم تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا المَسِيح، بَلْ أَنَا مُرْسَلٌ أَمَامَهُ.
مَنْ لَهُ العَرُوسُ هُوَ العَرِيس. أَمَّا صَدِيقُ العَرِيسِ الوَاقِفُ يُصْغِي إِلَيْهِ فَيَطْرَبُ فَرَحًا لِصَوتِهِ. هذَا الفَرَحُ هُوَ فَرَحِي، وقَدِ ٱكْتَمَل.
عَلَيْهِ هُوَ أَنْ يَزيد، وعَلَيَّ أَنَا أَنْ أَنْقُص».

التعليق الكتابي :

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
عظات حول إنجيل القدّيس يوحنّا، العظة 14

«هذَا الفَرَحُ هُوَ فَرَحِي، وقَدِ ٱكْتَمَل. عَلَيْهِ هُوَ أَنْ يَزيد، وعَلَيَّ أَنَا أَنْ أَنْقُص»

لقد أكّد يوحنّا ما سمعتموه للتوّ عندما أخبروه بأنَّ عددًا كبيرًا من التلاميذ التحقوا بالرّب يسوع وذلك لإثارَةِ غيرته. قال له أصدقاؤه، كما لو كان حسودًا: “رَابِّي، إِنَّ ذَاكَ الَّذي كَانَ مَعَكَ في عِبرِ الأُرْدُنّ، وشَهِدْتَ أَنْتَ لَهُ، هَا هُوَ يُعَمِّد، والجَمِيعُ يُقْبِلُونَ إِلَيه”. لكنّ يوحنّا اعترف بما كان عليه، واستحقّ بذلك أن يكون متّحدًا مع الرّب يسوع، لأنَّه لم يجرؤ على أن يَنْسُب لنفسه ما كان للمسيح. هذا ما قاله: “لَيسَ لأَحدٍ أَن يَأَخُذَ شَيئاً لم يُعطَه مِنَ السَّماء”. هو لم يستمدّ فرحه من ذاته. فذاك الذي
يريد أن يجد في ذاته سبب فرحه سوف يكون حزينًا على الدوام؛ أمّا ذاك الذي يريد أن يجد فرحه بالله، فهو سوف يكون سعيدًا على الدوام، لأنّ الله أزليّ. هل تريد الفرح الأبديّ؟ تمسّك بمَن هو أبديّ. هذا ما فعله يوحنّا.

إنّ صوت العريس هو الذي يُفرح صديق العريس، وليس صوته الشخصيّ؛ الصديق يقف ويستمع… “هذَا الفَرَحُ هُوَ فَرَحِي، وقَدِ ٱكْتَمَل”. لديّ نعمتي الخاصّة ولا أتمنّى شيئًا أكثر، خوفًا من فقدان ما حصلت عليه. ما هو هذا الفرح؟ إنّه فرح “صَدِيقُ العَرِيسِ الوَاقِفُ يُصْغِي إِلَيْهِ فَيَطْرَبُ فَرَحًا لِصَوتِهِ”. إذًا، ليفهم البشر أنّه لا يفترض بهم أن يفرحوا بحكمتهم الخاصّة، بل بتلك التي نالوها من الله. لا نبحثَنّ عن أيّ شيءٍ آخر ولن نفقد ما وجدناه… اعترف يوحنّا بأنَّه تلقّى كلّ شيء؛ قال إنَّه سعيد بصوت العريس، وأضاف: ” هذَا الفَرَحُ هُوَ فَرَحِي، وقَدِ ٱكْتَمَل”.