القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني” 12 يناير – كانون الثاني 2021 “
الأربعاء الأوّل من زمن السنة
سفر صموئيل الأوّل 20-19.10-1:3
كانَ صَموئيلُ ٱلصَّبِيُّ يَخدِمُ ٱلرَّبَّ بَينَ يَدَيِ عالي. وَكانَت كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ عَزيزَةً في تِلكَ ٱلأَيّام، وَلَم تَكُنِ ٱلرُّؤى تَتَواتَر.
وَكانَ في تِلكَ ٱلأَيّام، أَنَّ عالي كانَ راقِدًا في مَوضِعِهِ، وَكانَت عَيناهُ قَدِ ٱبتَدَأَتا تَكِلّان. فَلَم يَكُن يَستَطيعُ أَن يُبصِر.
وَكانَ مِصباحُ ٱللهِ لَم يَنطَفِئ بَعد، وَصَموئيلُ راقِدٌ في هَيكَلِ ٱلرَّبِّ حَيثُ تابوتُ ٱلله.
فَدَعا ٱلرَّبّ: «صَموئيل». فَقال: «لَبَّيك».
وَرَكَضَ إِلى عالي، وَقال: «لَبَّيكَ، إِنَّكَ دَعَوتَني». فَقالَ لَهُ: «لَم أَدعُكَ، إِرجَع فَنَم». فَرَجَعَ وَنامَ.
فَعادَ ٱلرَّبُّ وَدَعا صَموئيلَ أَيضًا. فَقامَ صَموئيلُ وَٱنطَلَقَ إِلى عالي، وَقال: «لَبَّيكَ، إِنَّكَ دَعَوَتني». فَقالَ لَهُ: «لَم أَدعُكَ، يا بُنَيّ، إِرجَع فَنَم».
وَلَم يَكُن صَموئيلُ يَعرِفُ ٱلرَّبَّ بَعد، وَلَم يَكُن بَعدُ قَد أُعلِنَ لَهُ كَلامُ ٱلرَّبّ.
فَعادَ ٱلرَّبُّ وَدَعا صَموئيلَ ثالِثَةً. فَقامَ وَٱنطَلَقَ إِلى عالي.
وَقال: «لَبَّيكَ، إِنَّكَ دَعَوتَني». فَفَهِمَ عالي أَنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ ٱلَّذي يَدعو ٱلصَّبِيّ. فَقالَ عالي لِصَموئيل: «إِذهَب فَنَم، وَإِن دَعاكَ أَيضًا، فَقُل: تَكَلَّم يا رَبّ، فَإِنَّ عَبدَكَ يَسمَع». فَٱنطَلَقَ صَموئيلُ وَنامَ في مَوضِعِهِ.
فَجاءَ ٱلرَّبُّ وَوَقَفَ وَدَعا كَٱلمَرّاتِ ٱلأَولى: «صَموئيل، صَموئيل» فَقالَ صَموئيل: «تَكَلَّم، فَإِنَّ عَبدَكَ يَسمَع».
وَكَبِرَ صَموئيل، وَكانَ ٱلرَّبُّ مَعَهُ، وَلَم يَدَع شَيئًا مِن جَميعِ كَلامِهِ يَسقُطُ عَلى ٱلأَرض.
وَعَلِمَ كُلُّ إِسرائيل، مِن دانَ إِلى بِئرَ شَبع، أَنَّ صَموئيلَ قَدِ ٱئتَمَنَهُ ٱلرَّبُّ نَبِيًّا.
سفر المزامير 10.9-8b.8a-7.5.2:(39)40
رَجَوتُ ٱلمَولى رَجاءَ
فَٱلتَفَتَ إِلَيَّ وَكانَ لِتَضَرُّعي سَميعا
طوبى لِمَن جَعَلَ ٱلرَّبَّ وَكيلَهُ
وَما ٱنضَمَّ إِلى ٱلمُستَكبِرين وَمَن إِلى ٱلكَذِبِ يَميلون
لَم تَرضَ بِذَبيحَةٍ أَو قُربان
غَير إِنَّكَ فَتَحتَ ليَ ٱلآذان
ما سَأَلتَ عَن مُحرَقَةٍ ولا ضَحيّة عَنِ ٱلخَطيئَة
وَعِندَها قُلتُ: «ها قَد أَتَيتُ»
في دُرجِ ٱلسِّفرِ كُتِبَ عَنّي
أَن أَعمَلَ بِمَشيئَتِكَ،
يا إِلَهي إِنَّ في هذا مُرادي
وَإِنَّ شَريعَتَكَ في صَميمِ فُؤادي»
بَشَّرتُ بِكَرَمِكَ ٱلحَشدَ ٱلعَظيم
وَلَم أُطبِق شَفَتَيَّ، رَبّي، أَنتَ ٱلعَليم
إنجيل القدّيس مرقس 39-29:1
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، لَمّا خَرَجَ يَسوعُ مِنَ ٱلمَجمَع، جاءَ إِلى بَيتِ سِمعانَ وَأَندَراوُس، وَمَعَهُ يَعقوبَ وَيوحَنّا.
وَكانَت حَماةُ سِمعانَ في ٱلفِراشِ مَحمومَةً، فَأَخَبَروهُ بِأَمرِها.
فَدَنا مِنها فَأَخَذَ بِيَدِها وَأَنهَضَها، فَفارَقَتها ٱلحُمّى، وَأَخَذَت تَخدُمُهُم.
وَعِندَ ٱلمَساءِ بَعدَ غُروبِ ٱلشَّمس، أَخَذَ ٱلنّاسُ يَحمِلونَ إِلى يَسوعَ جَميعَ ٱلمَرضى وَٱلمَمسوسين.
وَٱحتَشَدَتِ ٱلمَدينَةُ بِأَجمَعِها عَلى ٱلباب.
فَشَفى كَثيرًا مِنَ ٱلمَرضى ٱلمُصابينَ بِمُخَتَلِفِ ٱلعِلَل، وَطرَدَ كَثيرًا مِنَ ٱلشَّياطين، وَلَم يَدَعِ ٱلشَّياطينَ تَتَكَلَّمُ لِأَنَّها عَرَفَتهُ.
وَقامَ عِندَ ٱلفَجرِ مُبَكِّرًا، فَخَرَجَ وَذَهَبَ إِلى مَكانٍ قَفر، وَأَخَذَ يُصَلّي هُناك.
فَٱنَطَلَقَ سِمعانُ وَأَصحابُهُ يَبحَثونَ عَنهُ،
فَوَجَدوهُ، وَقالوا لَهُ: «جَميعُ ٱلنّاسِ يَطلُبونَكَ».
فَقالَ لَهُم: «لِنَذهَب إِلى مَكانٍ آخَر، إِلى ٱلقُرى ٱلمُجاوِرَة، لِأُبَشِّرَ فيها أَيضًا، فَإِنّي لِهَذا خَرَجت».
وَسارَ في ٱلجَليلِ كُلِّهِ، يُبَشِّرُ في مَجامِعِهِم وَيَطرُدُ ٱلشَّياطين.
التعليق الكتابي :
القدّيس هيرونيمُس (347 – 420)، كاهن ومترجم الكتاب المقدّس وملفان الكنيسة
عظات حول إنجيل القدّيس مرقس، العظة 2
إنّه حاضر بالإيمان
ليت الرّب يسوع يستطيع أن يقترب منّا، ويَشْفِيَ بكِلمَةٍ واحدَةٍ الحُمّى التي تصيبنا! لأنّ كلّ واحد منّا مصاب بِحُمّى. حين أغضب، أكون مصابًا بالحمّى: عدد الرذائل بقدر عدد المرّات التي نكون فيها مصابين بالحمّى. فلنطلب من الرُّسل أن يتضرّعوا للرّب يسوع ليقترب منّا وليلمس يدنا. إن فعل ذلك، ستزول الحمّى فورًا لأنّ الرّب يسوع طبيب بارع. هو الطبيب العظيم والحقيقي، الأوّل من بين الأطبّاء… إنّه يجيد اكتشاف سرّ جميع الأمراض: هو لا يلمس الأذن ولا الجبين…، بل اليد، أي الأعمال السيّئة…
اقترب الرّب يسوع من المريضة لأنّها لم تكن قادرة على النهوض والركض لملاقاة ذاك الذي جاء لزيارتها. هو الطبيب الممتلئ رحمة اقترب بنفسه من الفراش، هو الذي حمل الخروف الضال على كتفيه (راجع لو 15: 5)… لقد اقترب بملء إرادته وبادر إلى إجراء عمليّة الشفاء. اقترب من تلك المرأة وماذا قال لها؟ “كان يجب أن تركضي لملاقاتي. كان يجب أن تسرعي إلى الباب لاستقبالي كي لا يكون شفاؤك ناتجًا عن رحمتي فحسب، بل أيضًا عن إرادتك. لكن بما أنّك مصابة بالحمّى ولا يمكنك النهوض من الفراش، ها أنا آتي إليك”.
” فَدَنا مِنها فَأَخَذَ بِيَدِها وَأَنهَضَها”. حين نكون بخطر، كبطرس في عرض البحر، وعلى وشك الغرق، يمدّ الرّب يسوع يده ويمسك بنا (راجع مت 14: 31). أنهض الرّب يسوع تلك المرأة من خلال الأخذ بيدها. يا لها من ملاطفة سعيدة، يا لها من قبلة رائعة! أخذ الرّب يسوع بتلك اليد كطبيب: أدرك خطورة الحمّى، هو الطبيب والدواء في آن معًا. فليلمسْ يدنا أيضًا وليُشفِ أعمالنا… فلننهضْ ولنبقَ واقفين… قد يُقال لي: “أين الرّب يسوع؟” إنّه هنا أمامنا: “ها هُوَذا هُنا، أَو ها هُوَذا هُناك. فها إِنَّ مَلكوتَ اللهِ بَينَكم” (لو 17: 21).