stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

يونان بين الانغلاق الايماني والانفتاح الالهي

520views

يحتل سفر يونان النبي مكانة فريدة في قلب الكنيسة عبر العصور، فحياته علامة تشير لسر موت وقيامة السيد المسيح، ورسالة لنشر خلاص الله ورحمته لكل الشعوب.

وفي الواقع الخاص بإيمان يونان بالله، رفض يونان نداء الله له في ان يتّجه لنينوى ليكرز ويدعوهم للتوبة، وهذا الرفض نابع من فهم خاطيء لايمانه بالله، فكان يظن في عقيدته اليهودية في زمانه أن الله إله اليهود فقط، وانه لا يحب باقي الشعوب.

وبالطبع تلك نظرة ايمانية خاطئة، فالله إله الجميع، يحب الجميع ويدعو الكل للحياة وللخلاص، فكل صفحات الوحي الالهي تدعو الانسان لعيش الانفتاح نحو الله والاخرين بغض النظر عن اختلافاتهم وجنسياتهم.

فالله إله الكون كله، وقد اختار شعبه لا لينغلق على ذاته بل ليكون خميرة صالحة وسط باقي الشعوب، نورا وملحا للكل.

من هنا نفهم رفض يونان لدعوة الله، وفي الحقيقة هذا الرفض يعيشه الكثير اليوم من المؤمنين:

• فعندما يظن أحد أنه يفهم كل شيء، ولا احد يفهم سواه….

• عندما ينغلق الانسان داخل حدود فكره ومعتقده ويبدأ يهين الآخر المختلف عنه ولا يعترف اصلا بأنه مسيحي مثله، فيعيد معموديته بحجة انه لا يتبع ايمانه في نظره الاعمى، ويدّعي ان اسراره الكنسية باطلة ويجب ان تعاد، فهذا التيار المتشدد انتشر كثيرا وهو ضلالة كبيرة يستخدمها الشيطان اليوم ليبث سموم التعصب الاعمى والتجريح والاهانة بين المؤمنين. الا تعلمون ان إعادة المعمودية هي صلب للمسيح واهانة جسيمة في حق المسيح، فالمسيح صلب ومات وقام مرة واحدة، ونحن في معموديتنا نشارك المسيح في موته ودفنه وقيامته ونولد ميلاد جديد للحياة الابدية… ونقولها بكل إجهاز في قانون الايمان: نعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا…..

• عندما يظن البعض انه حارس وحامي للايمان لدرجةٍ تقوده إلى البغضة والادانة والكبرياء فهو مخدوع من الشياطين ولا يفقه اي شيء في عالم الايمان…..

• فالايمان يا احبائي يجعل الانسان وديعا ومتواضعا ومحباً للكل، ولا يزرع التفرقة ابدا، ولا يهين او يجرح احد…..

• في إيماننا المسيحي نؤمن ان الله محبة، ولكي نعرف الله فيجب علينا ان نبقى في المحبة والانفتاح، وهذا لا يعني بالطبع التنازل او التخلي عن الهوية الخاصة، بل تمسك بالهوية مع انفتاح وقبول للجميع، فكلنا اخوة في الانسانية وفي المسيح….

• فيا يونان، يا كل إنسان: تعلّم وافهم أن الله سر، لا يُفهم إلا من خلال طريق التواضع والحب والبساطة، لا عن طريق التكلّف والتصنّع والتعقيد والتعصّب والكراهية…..

• عندما يستخدم الانسان دائما لغة الادانة ويأخذ موقف الديان، الحكم، القاضي، فإنه يخسر سلامه الشخصي وعلاقته مع الاخرين، فكل الصراعات البشرية سببها “روح الادانة”، لذلك اوصانا السيد المسيح: لا تدينوا فلا تدانوا…..فيونان يحكم على اهل نينوى انهم اشرار ولا يستحقون الخلاص، والله يحاول ان يعلّم يونان الدرس، بأن لا يكون قاضيا وديانا لنينوى ولكن مرسلا برسالة الاتضاع والمحبة والتوبة التي كلّفه بها الله…

إنها دعوة لنا ونحن نحتفل بصوم اهل نينوى ان نراجع ذواتنا، ونسأل أنفسنا: هل نحن منغلقين بفكرنا وافكارنا وحدودنا؟ ام نعيش سر الانفتاح والحب الشامل للجميع؟؟؟؟

+المسيح مسيح العالم كله، حبه وخلاصه يشمل الجميع، وهو يدعونا للمحبة: بهذا يعرفون انكم تلاميذي إذا أحببتم بعضكم بعضا ( يو ١٣/ ٣٥)…

الاب مايكل وليم
راعي كنيسة مارجرجس والام تريزا
بأبوقرقاص البلد- المنيا