stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكنيسة الكاثوليكية بمصركنيسة الأقباط الكاثوليك

تهنئة بمناسبة عيد البشارة

503views

القاهرة ٢٤ مارس ٢٠٢٢

“إفَرح، الرَّبُّ مَعَك!”

بمناسبة عيد البشارة

الاباء الأحباء، الرهبان والراهبات، وشعب الايبارشية البطريركية المبارك،
سلام ومحبة في الرب يسوع.

الروح القدس يحل عليك يا مريم الملكة والله تطلع إلى طهارتك فلم يجد من يشبهك.
أفواه الأنبياء الصادقة شهدوا بالحقيقة. أنك أنت هي السلم الحقيقي الذي رآه يعقوب.
هكذا تسبح كنيستنا القبطية الكاثوليكية في عيد البشارة، الإعلان الأجمل الذي يمكننا سماعه: “إفَرح، الرَّبُّ مَعَك!”.

كانت البشارة بمولد المخلص في مدينة بعيدة في ضواحي الجليل، اسمها الناصرة ( لو ١ / ٢٦) في بيت شابة تُدعى مريم. تناقض عجيب، لكنّه يُشير إلى أنَّ هيكل الله الجديد، والمكان الجديد الذي سيتقابل فيه الله مع شعبه هو مكان غير متوقع.

يبادر الله دائمًا، ويختار أن يدخل إلى بيوتنا، مدننا ومدارسنا وجامعاتنا، في المستشفيات وفي شوارعنا. يدخل في جهادنا اليوميّ المليء بالمخاوف والرّغبات. وفي هذه الأماكن يتحقق الإعلان الأجمل الذي يمكننا سماعه: “إفَرح، الرَّبُّ مَعَك!”. (لو ١ / ٢٨)، إعلان فرح يولّد الحياة ويخلق الرّجاء، فرح يتجسّد في طريقة تطلّعنا إلى المستقبل والموقف الذي ننظر به إلى الآخرين. فرح يصبح تضامنًا ورحمة تجاه الجميع.

وكما حدث مع مريم، يمكن أن يصيبنا اضطرابٌ شديد. “كَيفَ يَكونُ هذا” (لو ١ / ٣٤) في زمن مليء بالمتناقضات؟ متناقضات في الحياة والعمل والعائلة. في مستقبل الأطفال وأحلام الشباب. متناقضات في عالم يبدو أنّ كلّ شيء فيه قد تحوّل إلى مجرِّد أرقام تاركًا الحياة اليوميّة للعديد من العائلات فريسة للتوتر وغياب الأمان وعدم الرضا. وبشكلٍ تناقضي عندما يتسارع كلّ شيء لبناء مجتمع أفضل – نظريًّا –، نجد في النهاية أنّنا لا نملك الوقت لشيء أو لأحد. نفقد الوقت المخصص للعائلة وللجماعة، للصداقة والتضامن والذكرى.

أمام اضطراب مريم وأمام اضطراباتنا يقدّم الملاك رسالة هامة: “ما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله”(لو ١ / ٣٧). عندما نعتقد أن كلّ شيء متوقّف علينا نبقى سجناء لقدراتنا وقوانا، ولكن عندما نسمح بأن تتمّ مساعدتنا ونُصحَنا وعندما ننفتح على النعمة يبدو أنّ المستحيل قد تحوّل إلى حقيقة.

إنّ الله لا زال، كما في الماضي، يبحث عن رجال ونساء قادرين على الإيمان. إن الله لا زال يسير في دروبنا باحثًا عن قلوب قادرة على الإصغاء لدعوتها وتجسيدها هنا والآن. إنّ الله لا زال يبحث عن قلوب مُستعدّة، كقلب مريم، للإيمان حتى في الظروف والاوضاع الغريبة والاستثنائيّة. لينمِّ الرّب فينا هذا الإيمان وهذا الرّجاء.

بالنيابة عن غبطة ابينا البطريرك، الانبا إبراهيم اسحق، أتوجه اليكم بخالص التهنئة.

صلوا لأجلي،

+ باخوم

النائب البطريركي
لشئون الايبارشية البطريركية

هذه الكلمة هي قراءة مختصرة لبعض عظات البابا فرنسيس وشكر وامتنان لكل من يعاون معنا لاجل هذا العمل، فهو ثمرة عمل العديد.