القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 16 أبريل – نيسان 2022 “
يوم السبت المقدَّس (قراءات العشيّة الفصحيّة)
سفر الخروج 1a:15.31.29-15:14
في تلك الأَيَّام: قالَ الرَّبُّ لِموسى: «ما بالُكَ تَصرُخُ إِلَيَّ؟ قُلّ لِبَني إِسْرائيلَ لِيَرحَلوا.
وَأَنتَ ٱرفَع عَصاكَ، وَمُدَّ يَدَكَ عَلى ٱلبَحرِ فَشُقَّهُ. فَيَدخُلَ بَنو إِسرائيلَ في وَسَطِهِ عَلى ٱليَبَس.
وَها أَنا مُقَسٍّ قُلوبَ ٱلمِصِريّين، فَيَدخُلونَ وَراءَهُم. وَأُمَجَّدُ بِفِرعَونَ وَجَميعِ جُنودِهِ، وَبِمَراكِبِهِ وَفُرسانِهِ.
فَيَعلَمُ ٱلمِصرِيّونَ أَنَّني أَنا ٱلَرَّبّ، إِذا مُجِّدتُ بِفِرعَونَ وَمَراكِبِهِ وَفُرسانِهِ».
فانتَقَلَ مَلاكُ الله، السَّائِرُ أَمامَ عَسكَرِ إِسْرائيل، فصارَ وَراءَهم، وانتَقَلَ عَمودُ الغَمامِ مِن أَمامِهم فوقَفَ وَراءَهم،
ودَخَلَ بَينَ عَسكَرِ فِرعونَ وعَسكَرِ إِسْرائيل، فكانَ مِن هُنا غَمامًا مُظلِمًا، وكانَ مِن هُناكَ يُنيرُ اللَّيل، فلَم يَقتَرِبْ أَحَدُ الفَريقَيْنِ مِنَ الآخَرِ طَوالَ اللَّيل.
ومَدَّ موسى يَدَه على البَحر، فأَرسَلَ الرَّبُّ عَلى البَحرِ ريحًا شرقيَّةً شديدةً طَولَ اللَّيل، حتَّى جَعَلَ في البَحرِ جَفافًا، وقدِ انشَقَّ الماء.
وَدَخَلَ بَنو إِسرائيلَ في وَسَطِ ٱلبَحرِ عَلى ٱليَبَس، وَٱلماءُ لَهُم سورٌ عَن يَمينِهِم وَعَن يَسارِهِم.
وَتَبِعَهُم ٱلمِصرِيّون، وَدَخَلَوا وَراءَهُم، جَميعُ خَيلِ فِرعَونَ وَمَراكِبُهُ وَفُرسانُهُ، إِلى وَسَطِ ٱلبَحر.
وَكانَ في هَجيعِ ٱلصُّبحِ أَنَّ ٱلرَّبَّ ٱطَّلَعَ عَلى عَسكَرِ فِرعَونَ مِن عَمودِ ٱلنّارِ وَٱلغمام، وَأَقلَقَهُم.
وخلَّعَ دَواليبَ المَراكِب، فساقوها بِمَشَقَّة. فقالوا: «نهرُب».
فَقالَ ٱلرَّبُّ لِموسى: «مُدَّ يَدَكَ عَلى ٱلبَحر، فَيَرتَدَّ ٱلماءُ عَلى جَيشِ فِرعَون، عَلى مَراكِبِهِم وَفُرسانِهِم».
فَمَدَّ موسى يَدَهُ عَلى ٱلبَحر. فَٱرتَدَّ ٱلبَحرُ عِندَ ٱنبِثاقِ ٱلصُّبح، إِلى ما كانَ عَلَيه، وَرِجالُ فِرعَونَ هارِبونَ تِلقاءَهُ، فَغَرِقوا في وَسَطِ ٱلبَحر.
وَرَجَعَتِ ٱلمِياه، فَغَطَّت مَراكِبَ وَفُرسانَ جَميعِ جَيشِ فِرعَونَ ٱلدّاخِلينَ وَراءَهُم في ٱلبَحر، وَلَم يَبقَ مِنهُم أَحَد.
وَسارَ بَنو إِسرائيلَ عَلى ٱليَبَس، في وَسَطِ ٱلبَحر، وَٱلماءُ لَهُم سورٌ عَن يَمينِهِم وَشِمالِهِم.
وَشاهَدَ إِسرائيلُ ٱلقُوَّةَ ٱلعَظيمَة، ٱلَّتي صَنَعَها ٱلرَّبّ، فَخافَ ٱلشَّعبُ ٱلرَّبَّ وَآمَنوا بِهِ وَبِموسى عَبدِهِ.
حينَئِذٍ سَبَّحَ موسى وَبَنو إِسرَائيلَ هَذِهِ ٱلتَّسبِحَةَ لِلرَّبِّ وَقالوا:
سفر الخروج 18.6a-5.4-3.2-1b:15
لِنُسَبِّحُ ٱلرَّبَّ: إِنَّهُ قَد تَعَظَّمَ بِٱلمَجد
أَلفَرَسُ وَراكِبُهُ طَرَحَهُما في ٱلبَحر
أَلرَّبُّ عِزّي وَتَسبيحي :لَقَد كانَ لي خَلاصًا
هَذا إِلَهي، فَإِيّاهُ أُمَجِّد
إِلَهُ أَبي، فَإِيّاهُ أُعَظِّم
أَلرَّبُّ صاحِبُ الحُروب، أَلرَّبُّ ٱسمُهُ
مَراكِبُ فِرعَونَ وَجُنودُهُ طَرحَها في ٱلبَحر
وَنُخبَةُ قُوّادِهِ غَرِقوا في بَحرِ ٱلقُلزُم
غَطَّتهُمُ ٱللُّجَج فَهَبَطوا في ٱلأَعماقِ كَٱلحِجارَة
يَمينُكَ، يا رَبُّ، عَزيزَةُ ٱلقُوَّة
أَلرَّبُّ يَملِكُ إِلى ٱلدَّهرِ وَٱلأَبَد
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 11-3:6
أَيُّها الإِخوة: أَتَجهَلونَ أَنَّنا، وقَدِ اَعتَمَدْنا جَميعًا في يسوعَ المسيح، إِنَّما اعتَمَدْنا في مَوتِه
فدُفِنَّا مَعَه في مَوتِه بِالمَعمُودِيَّةِ لِنَحْيا حَياةً جَديدة كما أُقيمَ المَسيحُ مِن بَينِ الأَمواتِ بِمَجْدِ الآب؟
فإِذا اتَّحَدْنا بِه وصِرْنا على مِثالِه في المَوت، فكَذلِكَ سنَكونُ على مِثالِه في القِيامةِ أَيضًا.
ولنَعلَمْ أَنَّ إِنسانَنا القَديمَ قد صُلِبَ معَه لِيَزولَ هذا البَشَرُ الخاطِئ، فلا نَظَلَّ عَبيدًا لِلخَطيئَة،
لأَنَّ الَّذي ماتَ تَحرَّرَ مِنَ الخَطيئَة.
فإِذا كُنَّا قَد مُتْنا مع المسيح، فإِنَّنا نُؤمِنُ بِأانَّنا سنَحْيا معَه.
ونَعلَمُ أَنَّ المسيح، بَعدَما أُقيمَ مِن بَينِ الأَموات، لن يَموتَ بعدَ ذلِك ولن يَكونَ لِلمَوتِ علَيه مِن سُلطان،
لأَنَّه بِمَوتِه قد ماتَ عنِ الخَطيئَةِ مَرَّةً واحِدَة، وفي حَياتِه يَحْيا لله.
فكَذلِكَ احسَبوا أَنتُم أَنفُسَكم أَمواتًا عنِ الخَطيئَة أَحْياءً للهِ في يسوعَ المسيح.
إنجيل القدّيس لوقا 12-1:24
وعِندَ فَجرِ يَومِ الأَحَد، جاءَتِ النِّساءُ إِلى القَبْر، وهُنَّ يَحمِلنَ الطَّيبَ الَّذي أَعدَدنَه.
فوَجَدنَ الحَجَرَ قد دُحرِجَ عنِ القَبْر.
فدَخَلنَ فلَم يَجِدنَ جُثْمانَ الرَّبِّ يسوع.
وبَينَما هُنَّ في حَيرَةٍ مِن ذلك، حَضَرَهُنَّ رَجُلانِ علَيهِما ثِيابٌ بَرَّاقَة،
فخِفْنَ ونَكَسْنَ وُجوهَهُنَّ نَحوَ الأَرض، فقالا لَهُنَّ: «لِماذا تَبحَثنَ عن الحَيِّ بَينَ الأَموات؟
إِنَّه لَيسَ ههُنا، بل قام. أُذكُرنَ كَيفَ كَلَّمَكُنَّ إِذ كانَ في الجَليل،
فقال: يَجِبُ على ابنِ الإِنسانِ أَن يُسلَمَ إِلى أَيدي الخاطِئين، ويُصلَبَ ويَقومَ في اليَومِ الثَّالِث».
فذَكَرنَ كَلامَه.
ورَجَعنَ مِنَ القَبْر، فأَخبَرنَ الأَحَدَ عَشَرَ والآخَرينَ جَميعًا بِهذهِ الأُمورِ كُلِّها،
وهنَّ مَريَمُ المِجدَلِيَّة وحَنَّة ومَريَمُ أُمُّ يَعقوب، وَكَذَلِكَ سائِرُ النِّسوَةِ اللَّواتي صَحِبنَهُنَّ، أَخبَرنَ الرُّسُلَ بِتِلكَ الأُمور.
فَبَدا لَهم هذا الكَلامُ أَشبَهَ بِالهَذَيان، ولَم يُصَدِّقوهُنَّ.
غيرَ أَنَّ بُطرُسَ قام فأَسرَعَ إِلى القَبْرِ وانحنَى، فَرَأَى اللَّفائِفَ وَحدَها؛ فَانصَرَفَ إِلى بَيتِه مُتَعَجِّبًا مِمَّا حَدَث.
التعليق الكتابي :
أستاريوس (؟ – نحو 400)، أسقف أماسيا
العظة التّاسعة عشرة عن المزمور 16[15]
لقد جَعَلتَ هذه الّليلة المقدّسة تسطع بمجدِ قيامة الرّب
إنّ الكنيسة اليوم، الوريثة، مستبشرة…لأنّ عريسها، الرّب يسوع المسيح، الذي تألم، قد قام من بين الأموات… افرحي أيتها الكنيسة، عروس الرّب يسوع المسيح! إنّ قيامة عريسك أقامتك من على الأرض حيث كان المارّة يلطمونك بأرجلهم… يا للعجب!… إنّ حبّةً واحدًة قد زُرِعت، والعالم بأجمعه قد تغذى منها. كإنسانٍ، قُدِّم ضحية؛ وكإلهٍ، عاد إلى الحياة وأعطى الحياة للأرض…
كالحمل سيق للذّبح، وكالرّاعي، بدّد قطيع الشياطين بعصا صليبه. كشمعةٍ على المنارة، انطفأ على الصليب، وكالشمس قام من القبر. لقد شهدنا على أعجوبتين: أظلم النهار لما صلب المسيح، وبقيامته، أشعّ الليل كالنّهار. لماذا أظلم النهار؟ لأنه كما كتب: “أَقامَ مِنَ الظُّلمَةِ حِجابًا لَه” (مز 18[17]: 12). لماذا أشعّ الليل كالنّهار؟ لأنه كما قال النبي: “حَتَّى الظُّلمَةُ لَيسَت ظُلمَةً عِندَكَ واللَّيلُ يُضيءُ كالنَّهار” (مز 139[138]: 12).
أيها اللّيل، المنير أكثر من النهار! يا ليلاً ساطعاً أكثر من الشمس! أبيض أكثر من الثلج، متلألئ أكثر من مشاعلنا المضاءة، وأعذب من الجنة! أيها اليل الذي لا يعرف الظلمات، تطرد كل نعاس وتجعلنا نسهر مع الملائكة! أيتها العشيّة الفصحية، الّتي فيها هلع الشياطين، والتي ننتظرها طوال العام! يا ليلة عرس الكنيسة، التي تولد المعمّدين الجدد وتعرّي الشياطين النائمة! يا ليلةً يشارك فيها الوريث أبناء الكنيسة بالميراث!