القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 16 مايو – ايار 2022 “
الاثنين الخامس من زمن القيامة
رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي 10-1:1
يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ وطِيمُوتَاوُس، عَبْدَي المَسيحِ يَسُوع، إِلى جَميعِ القِدِّيسِينَ في المَسِيحِ يَسُوع، الَّذِينَ في فِيلِبِّي، مع الأَساقِفَةِ والشَّمامِسَة:
أَلنِّعْمَةُ لَكُم، والسَّلامُ منَ اللهِ أَبينَا والرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح!
أَشْكُرُ إِلهِي، كُلَّمَا ذَكَرْتُكُم،
ضَارِعًا بِفَرَحٍ على الدَّوَامِ في كُلِّ صَلَواتِي مِنْ أَجْلِكُم جَمِيعًا،
لِمُشَارَكَتِكُم في الإِنْجِيلِ مُنْذُ أَوَّلِ يَومٍ إِلى الآن.
وإِنِّي لَوَاثِقٌ أَنَّ الَّذي بَدأَ فِيكُم هذَا العَمَلَ الصَّالِحَ سَيُكَمِّلُهُ حتَّى يَومِ المَسِيحِ يَسُوع.
فَإِنَّهُ مِنَ العَدْلِ أَنْ يَكُونَ لي هذَا الشُّعُورُ نَحْوَكُم جَمِيعًا، لأَنِّي أَحْمِلُكُم في قَلبي، أَنْتُم جَميعًا شُرَكائِي في نِعْمَتِي، سَواءً في قُيُودِي أَو في دِفَاعِي عَنِ الإِنْجِيلِ وتَثْبِيتِهِ،
فَإِنَّ اللهَ شَاهِدٌ لي كَمْ أَتَشَوَّقُ إِلَيكُم جمِيعًا في أَحْشَاءِ المَسِيحِ يَسُوع.
وهذِهِ صَلاتي أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُم أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ في كُلِّ فَهْمٍ ومَعْرِفَة،
لِتُمَيِّزُوا مَا هُوَ الأَفْضَل، فتَكُونوا أَنْقِيَاءَ وبِغَيْرِ عِثَارٍ إِلى يَوْمِ المَسِيح،
إنجيل القدّيس لوقا 34-28:22
قالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلاميذِهِ: «أَنْتُمُ الَّذينَ ثَبَتُّم مَعِي في تَجَارِبي،
فَإِنِّي أُعِدُّ لَكُمُ المَلَكُوتَ كَمَا أَعَدَّهُ لي أَبِي،
لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتي، في مَلَكُوتِي. وسَتَجْلِسُونَ عَلَى عُرُوش، لِتَدِينُوا أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الٱثْنَي عَشَر.
سِمْعَان، سِمْعَان! هُوَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ طَلَبَ بِإِلْحَاحٍ أَنْ يُغَرْبِلَكُم كَالْحِنْطَة.
ولكِنِّي صَلَّيْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِئَلاَّ تَفْقِدَ إِيْمَانَكَ. وَأَنْتَ، مَتَى رَجَعْتَ، ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ».
فقَالَ لَهُ سِمْعَان: «يَا رَبّ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ إِلَى السِّجْنِ وَإِلى المَوْت».
فَقَالَ يَسُوع: «أَقُولُ لَكَ، يَا بُطْرُس: لَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ اليَوْمَ إِلاَّ وَقَدْ أَنْكَرْتَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي!».
التعليق الكتابي :
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
العظة 38 عن إنجيل القدّيس متّى
«لكِنَّي دَعَوتُ لَكَ أَلاَّ تَفقِدَ إِيمانَكَ. وأَنتَ ثَبَّتْ إِخوانَكَ متى رَجَعْتَ»
قال الربّ لبطرس: “دَعَوتُ لَكَ ألاَّ تَفقِدَ إيمانَكَ”. لم يقلْ: “أردْتُ أن أدعو لكَ”، إنّما: “دعوْتُ لكَ”… كلمات قالَها الربّ بأسلوبٍ أراده مليئًا بالتواضع بسبب اقتراب آلامه، حتّى يبيّنَ حقيقة طبيعته البشريّة. إذ هل يخطر ببال أحد أنّ ذاك الذي قال لبطرس بلهجة الأمر، بدون اللجوء إلى الصلاة: “على هذه الصخرة أبني كنيستي، وأعطيكَ مفاتيح ملكوت السماوات”، هو نفسه بحاجةٍ إلى الصلاة ليُثَبِّتَ على الإيمان النفس المتردِّدة لإنسان؟ في الوقت نفسه، لم يقلْ الربّ لبطرس: “دعوْتُ لكَ كي لا تنكرَني أبدًا”، بل “كي لا تفقدَ إيمانك أبدًا.”
“وأَنتَ ثَبِّتْ إخوانَكَ متى رَجَعْتَ”. هذا يعني، بعد أن تكفِّرَ بالدموع وبالتوبة عن جريمة أنكارِكَ لي، ثَبِّتْ إخوانَكَ، أنتَ الذي أقَمتُه رأسًا للرسل؛ هذا هو واجبكَ، أن تكون معي، القوّة والصخرة الأساسيّة للكنيسة. إذًا، ليس على بطرس تثبيت إيمان الرسل وحدهم فحسب، إنّما تثبيت إيمان كلّ المؤمنين الذين سيَتَتالون حتّى نهاية العالم. فلا يفقدَنَّ إذًا أحدٌ من بين المسيحيّين، ثقته لدى رؤيته هذا الرسول يُنكرُ معلِّمَه الإلهي، ويستعيدُ بعد ذلك بالتوبة امتياز السموّ الذي جعل منه الحبر الأعظم للعالم أجمع.