stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 24 مايو – ايار 2022 “

265views

الثلاثاء السادس بعد الفصح: وداع أحد الأعمى

تذكار أبينا البار سمعان الذي كان في الجبل العجيب

بروكيمنات الرسائل

يَفرَحُ ٱلصِّدّيقُ بِٱلرَّبّ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيه.
-إِستَمِع يا أَللهُ صَوتي عِندَ تَضَرُّعي إِلَيك. (لحن 7)

سفر أعمال الرسل 28a-19:17

في تِلكَ ٱلأيّامِ، أَخَذَ الأَثينِيّونَ بولُسَ وَجاؤا بِهِ إِلى مَحفِلِ أَريوسَ باغُسَ قائِلين: «هَل يَكونُ لَنا أَن نَعرِفَ ما هَذا ٱلتَّعليمُ ٱلجَديدُ ٱلَّذي تَتَكلَّمُ بِهِ؟
لِأَنَّكَ تَحمِلُ إِلى مَسامِعِنا أُمورًا غَريبَة. فَنَوَدُّ أَن نَعلَمَ ما عَسى أَن تَكونَ هَذِهِ».
وَكانَ ٱلأَثينِيّونَ كُلُّهُم وَٱلغُرَباءُ ٱلمُستَوطِنونَ لا يَتَفَرَّغونَ إِلا لِأَن يَقولوا أَو يَسمَعوا شَيئًا جَديدًا.
فَوَقَفَ بولُسُ في وَسَطِ مَحفِلِ أَريوسَ باغُسَ وَقال: «يا رِجالَ أَثينا، إِنّي أَرى أَنَّكُم في كُلِّ شَيءٍ تَغلونَ في ٱلعِبادَة.
لِأَنّي في مُروري وَمُعايَنَتي لِمَعابِدِكُم، صادَفتُ مَذبَحًا مَكتوبًا عَلَيهِ: «لِلإِلَهِ ٱلمَجهول». فَهَذا ٱلَّذي تَعبُدونَهُ وَأَنتُم تَجهَلونَهُ، بِهِ أَنا أُبَشِّرُكُم.
إِنَّ هَذا ٱلإِلَهَ ٱلَّذي صَنَعَ ٱلعالَمَ وَجَميعَ ما فيهِ، لِكَونِهِ رَبَّ ٱلسَّماءِ وَٱلأَرضِ، لا يَسكُنُ في هَياكِلَ مَصنوعَةٍ بِٱلأَيدي،
وَلا تَخدُمُهُ أَيدي ٱلبَشَرِ كَأَنَّهُ مُحتاجٌ إِلى شَيءٍ، إِذ هُوَ يُعطي ٱلجَميعَ حَياةً وَنَفسًا وَكُلَّ شيء.
وَقَد صَنَعَ مِن دمٍ واحِدٍ جَميعَ أُمَمِ ٱلبَشَرِ لِيَسكُنوا عَلى وَجهِ ٱلأَرضِ كُلِّها، وَحَدَّ ٱلأَزمِنَةَ ٱلمُعَيَّنَةَ وَتُخومَ مَساكِنِهِم،
لِيَطلُبوا ٱلرَّبَّ لَعَلَّهُم يَلمُسونَهُ فَيَجِدونَهُ، مَعَ أنَّهُ غَيرُ بَعيدٍ مِن كُلِّ واحِدٍ مِنّا.
فَإِنّا بِهِ نَحيا وَنَتَحَرَّكُ وَنوجَدُ.

هلِّلويَّات الإنجيل

أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)

إنجيل القدّيس يوحنّا 36a-19:12

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، عَقَدَ ٱلفَرّيسِيّونَ مَشورَةً عَلى يَسوعَ وَقالوا فيما بَينَهُم: «أَتَرَونَ أَنَّكُم لا تَنتَفِعونَ شَيئًا. ها إِنَّ ٱلعالَمَ قَد تَبِعَهُ».
وَكانَ قَومٌ مِنَ ٱليونانِيّينَ مِنَ ٱلَّذينَ صَعِدوا لِيَسجُدوا في يَومِ ٱلعيدِ،
فَتَقَدَّمَ هَؤُلاءِ إِلى فيلِبُّسَ ٱلَّذي مِن بَيتَ صَيدا ٱلجَليلِ وَسَأَلوهُ قائِلين: «يا سَيِّدُ، نُريدُ أَن نَرى يَسوع؟»
فَجاءَ فيلِبُّسُ وَقالَ لِأَندَراوُسَ، وَأَندَراوُسُ وَفيلِبُّسُ قالا لِيَسوع.
فَأَجابَهُما يَسوعُ قائِلاً: «قَد أَتَتِ ٱلسّاعَةُ لِيُمَجَّدَ ٱبنُ ٱلبَشَر.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِن لَم تَمُت حَبَّةُ ٱلحِنطَةِ ٱلواقِعَةُ عَلى ٱلأَرضِ، فَإِنَّها تَبقى وَحدَها. وَإِن ماتَت، أَتَت بِثَمَرٍ كَثير.
مَن أَحَبَّ نَفسَهُ، فَإِنَّهُ يُهلِكُها. وَمَن أَبغَضَ نَفسَهُ في هَذا ٱلعالَمِ، فَإِنَّهُ يَحفَظُها لِلحَياةِ ٱلأَبَدِيَّة.
إِن كانَ أَحَدٌ يَخدُمُني، فَليَتبَعني. وَحَيثُ أَكونُ أَنا، فَهُناكَ يَكونُ خادِمي. وَإِن كانَ أَحَدٌ يَخدُمُني، يُكرِمُهُ ٱلآب.
ٱلآنَ نَفسي قَد ٱضطَرَبَت، فَماذا أَقول؟ أَيُّها ٱلآبُ نَجِّني مِن هَذِهِ ٱلسّاعَة. وَلَكِن لِأَجلِ هَذا بَلَغتُ إِلى هَذِهِ ٱلسّاعَة.
أَيُّها ٱلآبُ مَجِّدِ ٱسمَكَ!» فَجاءَ صَوتٌ مِنَ ٱلسَّماء: «قَد مَجَّدتُ وَسَأُمَجِّدُ أَيضًا!»
فَٱلجَمعُ ٱلَّذي كانَ واقِفًا وَسامِعًا قال: «إِنَّما كانَ رَعد» وَقالَ آخَرون: «قَد كَلَّمَهُ مَلاك».
أَجابَ يَسوعُ وَقال: «لَيسَ لِأَجلي كانَ هَذا ٱلصَّوتُ، وَلَكِن لِأَجلِكُم.
قَد حَضَرَت دَينونَةُ هَذا ٱلعالَمِ، وَٱلآنَ يُلقى رَئيسُ هَذا ٱلعالَمِ خارِجًا.
وَأَنا إِذا رُفِعتُ عَنِ ٱلأَرضِ، جَذَبتُ إِلَيَّ ٱلجَميع».
وَإِنَّما قالَ هَذا لِيَدُلَّ عَلى أَيَّةِ ميتَةٍ كانَ مُزمِعًا أَن يَموتَها.
فَأَجابَهُ ٱلجَمع: «نَحنُ سَمِعنا مِنَ ٱلنّاموسِ أَنَّ ٱلمَسيحَ يَدومُ إِلى ٱلأَبَدِ، فَكَيفَ تَقولُ أَنتَ إِنَّهُ يَنبَغي أَن يُرفَعَ ٱبنُ ٱلبَشَر؟ مَن هُوَ هَذا ٱبنُ ٱلبَشَر؟»
فَقالَ لَهُم يَسوع:إِنَّ ٱلنّورَ مَعَكُم زَمانًا يَسيرًا بَعدُ، فَسيروا ما دامَ لَكُمُ ٱلنّورُ لِئَلاَّ يُدرِكَكُمُ ٱلظَّلام. لِأَنَّ ٱلَّذي يَمشي في ٱلظَّلامِ لا يَدري أَينَ يَتَوَجَّه.
ما دامَ لَكُم ٱلنّورُ، فَآمِنوا بِٱلنّورِ لِتَكونوا أَبناءَ ٱلنّور.

التعليق الكتابي :

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة 305

«الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ… إذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَرًا كثيرًا»

يا إخوتي، إنّ إيمانكم يعرف حبّة الحنطة تلك التي وقعت في الأرض، تلك الحبّة التي ضاعف عددها الموت. يعرفها إيمانكم لأنّها تسكن في قلوبكم. لا يتردّد أيّ مسيحيّ في الإيمان بما قاله الرّب يسوع المسيح بنفسه. ولكن، ما إن تموت تلك الحبّة وتتضاعف، حتّى تُرمى حبوب كثيرة في الأرض. نحن نرى ذلك الحصاد الكبير الذي حصدناه بفضل تلك الحبوب كلّها المنتشرة على الأرض، وهذا مشهد يجلب فرحًا عامرًا إلى قلوبنا، إذا كنّا ننتمي مع ذلك، بفضل الله، إلى مخزن غلاله.

فليس كلّ ما يشكّل جزءًا من الحصاد يوضع في المخزن: فالمطر المفيد والغزير يجعل الحنطة والقشّ ينموان، ولكنّنا لا نكدّسهما مع الحصاد في المخزن. إنّه الآن الوقت المناسب لنا للاختيار… اسمعيني إذًا، أيّتها الحبوب المقدّسة، لأنّ لا شكّ لي في أنّ عددها وفير… اسمعيني، أو بالأحرى، اسمعي من خلالي ذلك الّذي كان أوّل مَن أطلق على نفسه اسم الحبّة الجيّدة. لا تحبّوا حياتكم في هذا العالم. فإذا كنتم تحبّون أنفسكم فعلاً، فلا تحبّوا حياتكم هكذا، وبالتالي ستنقذونها… “مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا”. إنّه هو الحبّة الجيّدة مَن قال ذلك، حبّة الحنطة التي وقعت في الأرض والتي ماتت لتثمر بوفرة. اسمعيه، لأنّ ما قاله قد أنجزه. إنّه يعلّمنا، ويرينا الطريق من خلال مثله.

لم يتعلّق الرّب يسوع المسيح بحياة هذا العالم؛ لقد أتى إلى هذا العالم للتضحية بنفسه، لوهب حياته واسترجاعها متى شاء… إنّه الإله الحقيقيّ، هذا الإنسان الحقيقيّ، الذي لا خطايا له، أتى ليرفع خطايا هذا العالم، أتى بقوّة كبيرة جدًّا لدرجة أنّه كان قادرًا على القول: “ما مِن أَحَدٍ يَنتزِعُها مِنَّي، فَلي أَن أَبذِلَها ولي أَن أَنالَها ثانِيَةً” (يو10: 18).