القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 6 يونيو – حزيران 2022 “
الاثنين الأوّل بعد العنصرة: إثنين الروح القدس
تذكار أبينا البار إيلاريون الحديث رئيس دير دلماتوس
تذكار أبينا البار بساريون الصانع العجائب
بروكيمنات الرسائل
خَلِّص يا رَبُّ شَعبَكَ، وَبارِك ميراثَك.
-إِلَيكَ يا رَبُّ أَصرُخ، إِلَهي لا تَتَصامَم عَنّي. (لحن 8)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 19-8b:5
يا إِخوَة، أُسلُكُوا كَأَبناءِ ٱلنّور.
فَإِنَّ ثَمَرَ ٱلرّوحِ هُوَ في كُلِّ صَلاحٍ وَبِرٍّ وَحَقٍّ،
مُختَبِرينَ ما هُوَ مَرضِيٌّ لَدى ٱلرَّبّ.
وَلا تَشتَرِكوا في أَعمالِ ٱلظُّلمَةِ ٱلَّتي لا ثَمَرَ لَها، بَل بِٱلحَرِيِّ وَبِّخوا عَلَيها.
فَإِنَّ ٱلأَفعالَ ٱلَّتي يَفعَلونَها سِرًّا يَقبُحُ حَتّى ذِكرُها.
لَكِن كُلَّ ما يُوَبَّخُ عَلَيهِ يُعلَنُ بِٱلنّورِ، لِأَنَّ كُلَّ ما يُعلَنُ هُوَ نُور.
لِذَلِكَ يَقول: «إِستَيقِظ أَيُّها ٱلنّائِمُ وَقُم مِن بَينِ ٱلأَمواتِ، فَيُضيءَ لَكَ ٱلمَسيح».
فَٱحتَرِصوا إِذَن أَن تَسلُكوا بِحَذَرٍ، لا كَجُهَلاءَ، بَل كَحُكَماءَ،
مُفتَدينَ ٱلوَقتَ، لِأَنَّ ٱلأَيّامَ شِرّيرَة.
لِذَلِكَ لا تَكونوا أَغبِياءَ، بَلِ ٱفهَموا ما مَشيئَةَ ٱلرَّبّ.
وَلا تَسكَروا مِنَ ٱلخَمرِ ٱلَّتي فيها ٱلدَّعارَةُ، بلِ ٱمتَلِئوا مِنَ ٱلرّوحِ،
مُتَحاوِرينَ فيما بَينَكُم بِمَزاميرَ وَتَسابيحَ وَأَغانِيَّ روحِيَّةَ، مُرَنِّمينَ وَمُرَتِّلينَ في قُلوبِكُم لِلرَّبّ.
هلِّلويَّات الإنجيل
إِرحَمني يا أَللهُ بِعَظيمِ رَحمَتِكَ، وَبِكَثرَةِ رَأفَتِكَ أُمحُ مَآثِمي.
-لا تَطَّرِحني مِن أَمامِ وَجهِكَ، وَلا تَنزَع مِنّي روحَكَ ٱلقُدّوس. (لحن 2)
إنجيل القدّيس متّى 20-10:18
قالَ ٱلرَّبُّ: «إِحذَروا أَن تَحتَقِروا أَحَدَ هَؤُلاءِ ٱلصِّغار. فَإِنّي أَقولُ لَكُم: إِنَّ مَلائِكتَهُم في ٱلسَّماواتِ يُعايِنونَ كُلَّ حينٍ وَجهَ أَبي ٱلَّذي في ٱلسَّماوات.
فَإِنَّما جاءَ ٱبنُ ٱلإِنسانِ لِيُخَلِّصَ ما قَد هَلَك.
ماذا تَظُنّون؟ إِذا كانَ لِإِنسانٍ مِئَةُ خَروفٍ، فَضَلَّ واحِدٌ مِنها. أَفَلا يَترُكُ ٱلتِّسعَةَ وَٱلتِّسعينَ وَيَمضي في ٱلجِبالِ في طَلبِ ٱلضّال؟
فَإِذا تَمَّ لَهُ أَن يَجِدَهُ، فَٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّهُ يَفرَحُ بِهِ أَكثَرَ مِنَ ٱلتِّسعَةِ وَٱلتِّسعينَ ٱلَّتي لَم تَضِل.
هَكذا لَيسَت مَشيئَةُ أَبيكُمُ ٱلَّذي في ٱلسَّماواتِ أَن يَهلِكَ أَحَدُ هَؤُلاءِ ٱلصِّغار.
«إِذا خَطِئَ أَخوكَ إِلَيكَ، فَٱذهَب وَعاتِبهُ بَينَكَ وَبَينَهُ وَحدَهُ. فَإِن سَمِعَ لَكَ، فَقَد رَبِحتَ أَخاك.
وَإِن لَم يَسمَع لَكَ، فَخُذ مَعَكَ أَيضًا واحِدًا أَوِ ٱثنَينِ، لِكَي تَقومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلى فَمِ شاهِدَينِ أَو ثَلاثَة.
فَإِن أَبى أَن يَسمَعَ لَهُم، فَقُل لِلبيعَة. وَإِن لَم يَسمَع مِنَ ٱلبيعَةِ، فَليَكُن عِندَكَ كَٱلوَثَنِيِّ وَٱلعَشّار.
أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّ كُلَّ ما تَربُطونَهُ عَلى ٱلأَرضِ، يَكونُ مَربوطًا في ٱلسَّماء. وَكُلَّ ما تَحُلّونَهُ عَلى ٱلأَرضِ، يَكونُ مَحلولاً في ٱلسَّماء.
وَأَقولُ لَكُم أَيضًا: إِذا ٱتَّفَقَ ٱثنانِ مِنكُم عَلى ٱلأَرضِ في كُلِّ شَيءٍ يَطلُبانِهِ، فَإِنَّهُ يَكونُ لَهُما مِن قِبَلِ أَبي ٱلَّذي في ٱلسَّماواتِ،
لِأَنَّهُ حَيثُما ٱجتَمَعَ ٱثنانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسمي، فَأَنا أَكونُ هُناكَ في وَسطِهِم».
التعليق الكتابي :
القدّيس قِبريانُس (نحو 200 – 258)، أسقف قرطاجة وشهيد
عن وحدة الكنيسة
“كُنتُ هُناكَ بَينَهم”
قال الربّ يسوع: “إذا اتَّفَقَ اثنانِ مِنكم في الأرضِ على طَلَبِ أيِّ حاجةٍ كانت، حَصلا علَيها مِن أبي الذي في السَّمَوات. فَحَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أَو ثلاثةٌ بِاسمِي، كُنتُ هُناكَ بَينَهم”. لقد أظهر بهذا القول أنّ عدد المصلّين غير مهمّ، إنّما ما يهمّ هو وحدتهم التي تستمطر عليهم النِّعَم. “إذا اتَّفَقَ اثنانِ مِنكم في الأرضِ”: وضع المسيح وحدة النفوس في المقدّمة كما وضع السلام والإتفاق في المقام الأوّل. أن يكون هنالك اتفاق تامّ بيننا، هذا ما دأب الربّ على تعليمه بثبات وحزم. لكن كيف لأحد أن يتّفق مع آخر إذا لم يكن متّفقًا مع جسد الكنيسة ومع جماعة الأخوة؟… تكلّم الربّ عن كنيسته، كما تحدّث إلى مَن هم في الكنيسة: إذا كانوا متّفقين فيما بينهم، إذا صلّوا وفقًا لتعليماته ولوصاياه، أي إذا اجتمع اثنان أو ثلاثة وصلّوا بروح واحدة، حينئذٍ ورغم قلّة عددهم، سيحصلون على ما يطلبون من جلالة الله.
“حَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أَو ثلاثةٌ بِاسمِي، كُنتُ هُناكَ بَينَهم”: هذا يعني أنّه مع المسالمين والبسطاء، مع مَن يخشون الله ويعملون بوصاياه. قال إنّه يكون مع الإثنين أو الثلاثة كما كان مع الشبان الثلاثة وحماهم من نار المرجل لأنّهم ظلّوا على بساطتهم تجاه الله وحافظوا على الوحدة فيما بينهم، فشجّعهم وأرسل إليهم الندى في وسط النار (دا3: 50). كما تصرّف بالطريقة نفسها مع الرسولين في السجن؛ ساعدهما لأنّهما كانا بسيطين ومتّحدين بالقلب، فحطّم باب السجن (أع5: 19)… حين قال الربّ لتلاميذه: “حَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أَو ثلاثةٌ بِاسمِي، كُنتُ هُناكَ بَينَهم”، لم يكن يفصل بعض الناس عن الكنيسة الّتي أسّسها بنفسه. إنّما كان يلوم التائهين على انقسامهم ويطلب من المؤمنين العيش بسلام.