stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديسة جرمانية كوزين العذراء Santa Germana Cousin – Vergine

360views

يونيه 15

إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني

وُلدت جرمانية كوزين سنة 1579م في قرية تُدعي فبراق من أبرشية تلوزا بفرنسا. وكان أبوها حراثاً فقيراً. وعندما ماتت أمها وهي بعد صغيرة تزوج أبوها فكانت زوجة أبيها تؤذي الصبية جرمانية وتهمل تربيتها.

ولما كان الله يحب جرمانية ويريد أن يجعلها قديسة جربها منذ صغرها بأسقام مختلفة كانت عاجزة اليد مقرحة في كل جسمها. واحتملت هذه الأسقام بصبر جميل طوال حياتها. ولما خرجت من سن الطفولة وكانت زوجة أبيها تشمئز منها وتبغضها ولا تقدر أن تنظر إليها أرسلتها إلي البراري لرعاية الغنم. فكانت هذه الصبية المسكينة تبكر صباحاً وتسرح بالغنم وترجع عند المساء إلي البيت وتبيت في كوخ دني طوله خمسة أقدام كأنه القبر. وكانت جرمانية تنشو في العمر عائشة في الإنفراد والإهمال من الجميع والأسقام والفقر. ولكن الله لم يهمل هذه الفتاة الفقيرة اليتيمة بل صار لها أباً وأماً ومعزياً ومعلماً.

كانت كل صباح تمضي إلي الكنيسة وتشارك بالقداس ثم تنطلق إلي البرية لترعي الغنم. وفي النهار كانت تجمع الرعاة الصغار رفاقها وتعلمهم أن يعرفوا الله ويحبوه ويعبدوه. وكانت تقسم خبزها مع الفقراء وتقضي بقية نهارها بالصلاة. وعند المساء ترجع بالقطيع إلي القرية. وكانت تحتمل كل ما يصيبها من الأذى من زوجة أبيها
وهكذا بصبرها كانت تتغلب علي الشيطان والعالم والجسد وتزيد لآلئ تاجها. وفي الليل كانت تدخل كوخها وتنام علي حطب.

وفي أيا م الآحاد والأعياد كانت تتناول القربان المقدس وتقضي نهارها في الكنيسة مع يسوع المسيح. وبهذا النوع من السيرة تقدست جرمانية وصارت عزيزة علي يسوع المسيح. وكافأها بوهبه لها قدرة عظيمة علي الطبيعة. فذات يوم زاد ماء السيل فلم تقدر القديسة أن تعبره وكانت منطلقة إلي الكنيسة. فامتلأت من الإيمان والثقة بيسوع المسيح وعبرته ماشية علي الأمواج. وكانت الذئاب لا تجسر علي غنمها لأنها كثيراً ما تركت قطيعها في حماية الله ومضت لقضاء حاجة ولم يكن يصيب غنمها أدني ضرر. ولما شاهد ذلك أهل القرية بدأوا أن يعرفوا قداستها وتأكدوا ذلك بهذا الحادث وهو أن القديسة جرمانية ذات يوم أخذت من البيت بعض الفتات للفقراء ومضت بغنمها إلي البرية فلما علمت بذلك زوجة أبيها أخذت عصا ولحقتها.

وكانت تشتمها وتتهددها فنظرها رجلان من أهل القرية وتبعاها رجاء أن يحميا تلك الصبية المسكينة. فلما دنا منها الرجلان وزوجة أبيها وفتحوا ذيل فستانها لم يجدوا سوي رزمة زهر لم يروا مثلها قط في تلك الأراضي مع أنه كان فصل الشتاء. فتعجب الرجلان من ذلك وفهما أن الزهر كان من السماء فرجعوا إلي القرية وحكيا لجميع الناس فصار الجميع يعتبرونها كقديسة.

وبعد زمان قليل أراد الله أن يدعوها إلي خدره السماوي ففي أوائل الصيف من سنة 1601 انتظر أبوها خروجها من كوخها ولما رآها قد جاوزت عادتها دخل كوخها فرآها ميتة ولكنها كانت مبتسمة. وفي تلك الليلة شاهد الرهبان زمرة من العذاري آتيات إلي قرية فبراق ولما خرجن من القرية رأيا بينهن جرمانية مكللة بزهور بهية. ولما كان الصباح أتي الرهبان إلي القرية فوجدوا جرمانية قد ماتت واجتمع الناس ودفنوها باحتفال عظيم في الكنيسة.

وكان ذكرها وآثار فضائلها تنسي رويداً رويداً مع مرور الزمان فبعد أربعين سنة ماتت امرأة من تلك القرية فأرادوا أن يدفنوها في قبر جرمانية. فلما فتحوه وجدوا جسدها سالماً من الفساد بل طرياً كأنه جسد نائم. وأخذت من ثم تظهر معجزات هذه القديسة في شفاء المرضي.

وفي اليوم السابع من شهر مايو سنة 1854 أعلنها البابا بيوس التاسع طوباوية. وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر يونيو 1867 تم إعلانها قديسة. فلتكن صلاتها معنا