تامل يوم الخميس
شكرا يارب
لا أجد يا سيدي مكاناً يكفي لأن أكتب فيه ما تعطيه لي في حياتي.
أشكرك يا أبي من أجل محبتك الغالية.
أشكرك يا أبي من أجل عنايتك بي رغم انشغالي عنك.
أشكرك يا أبي على حمايتك لي من الاخطار والمصاعب.
أشكرك يا أبي على كل يوم جديد تعطيه لي كفرصه من أجل ان أحيا معك.
أشكرك يا أبي على نعمة الغفران التى تعطيها لي بدون مقابل.
أشكرك يا أبي من اجل دمك الكريم المسفوك من أجلي أنا ابنك الخاطئ الغير المستحق.
أشكرك يا أبي لأنك رفعت قيمتى من مجرد عبد مقيد بشرور ابليس الى ابن وارث لملكوت ابيه.
أشكرك يا أبي على عقلي على صحتي على تعليمي على عملي على اهلي على اصدقائي.
لا يكفيك يارب أي شكر فإنك تستحق كل الشكر تستحق كل المجد والاكرام.
انت الآب الذى يضع نفسه من أجل أبنائه رغم قساوة قلوبهم وضعفهم.
مزامير
يا رَبُّ، ٱختَبَرتَني وَأَنتَ بي عَليم
إِنَّكَ عَرَفتَ قِيامي وَقُعودي
وَأَنتَ لِأَفكاري مِن بَعيدٍ فَهيم
وَإِنَّكَ مُطَّلِعٌ عَلى حَرَكَتي وَرُكودي
وَلَقَد تَبَيَّنتَ جَميعَ سُبُلي
إِنَّكَ صَوَّرتَ كُليَتَيَّ
وَنَسَجتَني عِندَما كُنتُ جَنينا
أَحمَدُكَ لِأَنَّكَ كُنتَ لي مُبدِعا
وَلِأَنَّكَ خَلَقتَني عَجيبًا رائِعا
عَجيبَةٌ أَعمالُكَ
وَقَد عَرَفَت نَفسي ذاكَ يَقينا
وَما كانَ عَظمي عَنكَ مُستَتِرا
عِندَما خُلِقتُ سِرّا
وَطُرِّزتُ في أَعماقِ ٱلثَّرى
سفر أعمال الرسل 26-22:13
في تلك الأيَّام قال بولس: «أَقامَ الرَّبُّ داودَ ملكًا على الآباء، وشَهِدَ له بِقولِه: وَجَدتُ داؤدَ بْنَ يَسَّى، رَجُلاً يَرتَضيه قَلْبي وسيَعمَلُ بِكُلِّ ما أَشاء.
ومِن ذُرِّيَتِه أَتى اللهُ إِسرائيلَ بِمُخَلِّصٍ هو يسوع، وَفقًا لِوَعدِه.
وسَبَقَ أن نادى يوحَنَّا قبلَ مَجيئِه بِمَعْمودِيَّةِ تَوبةٍ لِشَعبِ إِسرائيلَ كُلِّه.
ولَمَّا أَوشَكَ يوحَنَّا أَن يُنهِيَ شَوطَه قال: الَّذي تَظُنُّونَ أَنّي هُو فلَستُ إِيَّاه. هاهُوَذا آتٍ بَعدي ذاكَ الَّذي لَستُ أَهلاً لأَن أَفُكَّ رِباطَ حِذائِه.
«يا إِخوَتي، يا أَبناءَ إِبراهيم، ويا أُيُّها الحاضِرونَ هُنا مِنَ الَّذينَ يَتَّقونَ الله، إِلَينا أُرسِلَت هذه الكَلِمَة، كَلِمَةُ الخَلاص».
إنجيل القدّيس لوقا 80.66-57:1
وَأَمَّا أَليصابات، فَلَمَّا حانَ وَقْتُ وِلادَتِها، وَضَعَتِ ابنًا.
فَسَمِعَ جيرانُها وأَقَارِبُها بِأَنَّ الرَّبَّ رَحِمَها رَحمَةً عَظيمة، ففَرِحوا مَعَها.
وجَاؤُوا في اليَومِ الثَّامِنِ لِيَخِتنوا الطِّفْلَ وأَرادوا أَن يُسَمُّوُه زَكَرِيَّا بِاسمِ أَبيه.
فتَكَلَّمَت أُمُّه وقالت: «لا، بل يُسَمَّى يوحَنَّا»
قالوا لها: «لَيسَ في قَرابَتِكِ مَن يُدعى بِهذا الاِسم».
وسَأَلوا أَباه بِالإِشارَةِ ماذا يُريدُ أَن يُسَمَّى،
فَطَلَبَ لَوحًا وكَتَب «اِسمُهُ يوحَنَّا» فتَعَجَّبوا كُلُّهم.
فَانفَتَحَ فَمُه لِوَقتِه وَانطَلَقَ لِسانُه فتَكَلَّمَ وبارَكَ الله.
فَاسْتَولى الخَوفُ على جيرانِهِم أَجمَعين، وتَحَدَّثَ النَّاسُ بِجَميعِ هذهِ الأُمورِ في جِبالِ اليَهودِيَّةِ كُلِّها
وكانَ كُلُّ مَن يَسمَعُ بِذلِكَ يَحفَظُه في قَلبِه قائلاً: «ما عَسى أَن يَكونَ هذا الطِّفْل؟» فَإِنَّ يَـدَ الرَّبِّ كانَت مَعَه.
وكانَ الطِّفْلُ يَترَعَرعُ وتَشتَدُّ رُوحُه. وأَقامَ في البَراري إِلى يَومِ ظُهورِ أَمرِه لإِسرائيل.
تامل
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
«لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر» (يو 3: 30)
لقد رأينا، قبل يوحنّا المعمدان، عددًا كبيرًا من كبار الأنبياء القدّيسين، جديرين بالله، مليئين من روحه القدّوس كانوا قد أعلنوا عن مجيء الربّ وشهدوا للحقيقة. مع ذلك، لم يُقَل عن أحدٍ منهُم كما قال الرّب يسوع عن يوحنّا المعمدان: “الحَقَّ أَقولُ لَكم: لم يَظهَرْ في أَولادِ النِّساءِ أَكبَرُ مِن يُوحَنَّا المَعمَدان” (مت 11: 11). لماذا أرسل إذًا مَن لديه هذه العظمة ليكون سابقًا لمن هو العَظَمة بحدّ ذاتها؟ كان ذلك لإعطاء شهادة عن التواضع العميق للسابق.
كان عظيمًا جدًّا لدرجة أنّه كان من الممكن أن نعتبره المسيح. لا شيء أسهل… لأنّ هذا هو ما آمن به الّذين سمعوه ورأوه ومن دون أن يقول شيئًا. ولكن هذا الصديق المتواضع للعريس، والمتحمّس لتكريم العريس، لم يرد أن يأخذ مكان العريس، مثل الزاني. بل شهد لصديقه، وأوصى العروس بعريسها الحقيقيّ، وكان خائفًا من أن يُحَبّ بدلاً منه لأنّه لم يرد أن يُحَبّ إلَّا من خلاله. “وأَمَّا صَديقُ العَريس الَّذي يَقِفُ يَستَمِعُ إِلَيه فإِنَّه يَفرَحُ أَشدَّ الفَرَحِ لِصَوتِ العَريس”.
يسمع التلميذ المعلّم؛ هو واقف لأنّه يسمع، لأنّه إنْ رفض سماعه، فإنّ سقوطه أكيد. ما يدلّنا على عظمة يوحنّا، هو أنّه كان باستطاعته أن يأخذ مكان المسيح، إّلا أنّه فضّل أن يشهد للرّب يسوع المسيح، معلنًا عظمته، ومتواضعًا بدل أن يعتبر نفسه المسيح مُضِلًّا نفسه والآخرين أيضًا. إنّه حقٌ أن يقول عنه الرّب يسوع أنّه أكثر من نبيّ… تواضع يوحنّا أمام عظمة الربّ ليستحقّ أن يُرفع تواضعه بهذه العظمة… “يَأتي بَعدي مَن هو أَقوى مِنيِّ، مَن لَستُ أهلاً لِأَن أَنَحنِيَ فأَفُكَ رِباطَ حِذائِه” (مر 1: 7).