stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

خميس العهد – الأب وليم سيدهم

327views

اجتمع التلاميذ مع يسوع ليأكلوا العشاء الفصحي حسب عادة اليهود منذ خرجوا من مصر تذكارًا لما صنعه الرب بهم إذ عبر بهم من أرض العبودية إلى أرض الحرية، إلى الأرض التي تدر لبنًا وعسلًا.

أول ملاحظة نسجلها هي أن التلاميذ الاثنى عشر لم يتناولوا العشاء مع عائلاتهم كعادة اليهود في ذلك الوقت ولكن مع يسوع المسيح الذي كان قد تقرر إعدامه على الصليب.

هذا العشاء الفصحي الذي عمله يسوع مع تلاميذه كان الحدث المؤسس لسر الافخارستية في العهد الجديد، فالحمل المذبوح فيه هو يسوع نفسه الذي كان يستعد لتنفيذ حكم الإعدام فيه، بقرار من رؤساء اليهود أنفسهم. لقد أخذ يسوع الخبز وكسر وبارك وشكر وقال: ” «خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي».” (مت 26: 26).

تحول الحمل الفصحي اليهودي إلى شخص يسوع نفسه بسبب رفضه تقديم ذبائح ومحرقات حيوانية ونفذ كلام المزمور: “بِذَبِيحَةٍ وَتَقْدِمَةٍ لَمْ تُسَرَّ. أُذُنَيَّ فَتَحْتَ. مُحْرَقَةً وَذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لَمْ تَطْلُبْ. 7 حِينَئِذٍ قُلْتُ: «هأَنَذَا جِئْتُ. بِدَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي:  أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلهِي سُرِرْتُ، وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي». ” (مزمور 40: 6 – 8)

لماذا اختار يسوع الخبز جسدًا له؟ في الغالب لأن الخبز هو في متناول الفقير والغني، ففي العهد القديم عهد الذبائح الدموية كان الفقراء غير قادرين على توفير ثمن الخروف الفصحي. ثم أن الخبز هو عطية من الله منذ الزل للإنسان. فالقمح خليقة الله.

لقد أعطى يسوع من ذاته ووقته وعرقه وجسده طوال فترة تجسده على الأرض، وفي نهاية حياته قدم ذاته ذبيحة خلاص وشكر للآب لأن البشر ضاقوا ذرعًا بطهارته وبراءته وحبه، كما ضاقوا ذرعًا من عهد الحب والغفران الذي بشر به فلم يكن أمام يسوع إلا أن يتحمل ضيق الافق وينتصر على الموت بالموت ذاته، لأنه سيقوم من بين الأموات.

نقول في طقوسنا الخاصة بموت وقيامة يسوع إنه “داس الموت بالموت” نعم، حاول البشر أن يضعوا حدًا لحضوره في العالم حتى ترتاح قلوبهم المريضة، ولم ينجح يسوع في سر تجسده أن يزحزح الفريسيين والكتبة من عماهم وغياب ايمانهم، وكما جاء في أناشيد العبد المتألم في سفر اشعياء فإنه حمل عاهاتنا وبجرحه شفينا.

لقد أقام الآب ابنه يسوع من بين الأموات فوضع حدًا لتصرفات البشر التي تدعو إلى الموت، فأصبح يسوع بكر القائمين من الأموات وأصبحت قيامته حجر الساس لإيماننا به.

لقد تغير وجسد الحياة على الارض، بفعل اعتبار الموت مجرد وسيلة للعبور الى الملكوت وتخلدت حياة الانسان التي كانت مهددة بفعل الموت الى الابد، ونال الإنسان الحياة الأبدية التي اكتسبها له يسوع المسيح.

لن نخشى الموت بعد الآن لأنه مجرد عبور إلى حياة جديدة في المسيح، إنه عيد الكهنة بكل رتبهم فمنذ ذلك الحين اصبحوا مؤتمنين على إقامة سر الافخارستيا في كل ربوع العالم ليظل المسيح حاضرًا وفاعلًا في كنيسته المقدسة.