القديس برناردس من كليرفو رئيس الدير ومعلم الكنيسة San Bernardo di Chiaravalle Abate e dottore della Chiesa
20 أغسطس
إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني
وُلد برناردس عام 1090بجوار مدينة ديجون في فرنسا . لأبٍ هو “تسكلان لي رو” لورد مدينة فونتين لي ديچون، وأمٍ هي “أليت دي مونبار” ، وكلاهما ينحدران لعائلتين نبيلتين من إقليم برجُندي الفرنسي.وكبر برناردس بالفضيلة التي أثمرت في عيشه دعوته. استقى برناردس من أمّه التقوى ومن أبيه الفروسية .
وبعمر التاسعة أُرسِل برنار إلى مدرسة شاتيلون- سور – سين، يُديرها كهنة إيبارشية سان ڤورل، تميَّز جداً في دراسة الآداب المختلفة وبشكل خاص الشِعر الذي كان يستهويه كثيراً فيجلس لقراءته وتذوقه لفترات حتى بعد انتهاء يومه الدراسي. كما كان تفوقه الدراسي يثير إعجاب أساتذته. وقد أراد أن يُمكنه تفوقه الأدبي من دراسة الكتاب المقدس.
فقد برناردس والدته، وكان تأثره وحزنه الشديد لوفاتها، فرصة لمحاربات كثيرة كادت تُبعده عن طريق تكريس حياته لله بعد أن كان قد استقر على دعوته، لكن الصراع انتهىَ لصالح دعوة التكريس الرهباني.
وبعمر الثانية والعشرين قرر برناردس الالتحاق بالرهبنة السيسترسية . واتّبع نظام التقشّف الصارم، فكان يقلّص أوقات راحته ويزيد أوقات العبادة والتأمّل. وبعد ثلاث سنوات على دخوله الدير، أُرسِل إلى “فال دابسينت” (شرقي فرنسا) ليؤسّس ديراً جديداً أبصر النور في 25 يونيه 1115 وسمّاه كليرفو”.
ولم يقف تأثير فضلية القديس عند حدود دير كليرفو، بل بلغ كل أوروبا. فكان مستشاراً للعديد من الملوك، وساعد في إنهاء الشقاق ضدّ الحبر الأعظم، والذي برز عام 1130 بعد موت البابا هونوريوس الثاني. شارك برناردس في مجمع لاتران الثاني، وبشّر في فرنسا وإيطاليا وألمانيا، مُحارباً الهراطقة ، كما شهد انتخاب البابا يوجينيوس الثالث، الذي كان بدوره أحد رهبانه.
كان برناردس من أكبر ملهمي الحملة الصليبية الثانية، وقد عهد إليه البابا يوجينيوس الثالث بالدعوة إلى تحرير الاراضي المقدسة.
من الجدير بالذكر أنّ سجلّات دير كليرفو للبندكتيين تخبر أنّ القديس برناردس سأل الرب يسوع يوماً عن الجرح الذي آلمه أكثر من غيره، ولم يُذكر عنه شيئاً. فأجابه الرب بهذه الكلمات: “إنه جرح كتفي، إذ أنني لمّا حملت الصليب، تسبّب لي بجرح عميق آلمني أكثر من باقي جراحي”. ثمّ طلب يسوع من القديس تكريم هذا الجرح، واعداً المتعبّدين له بنيل النعم باستحقاقاته.
من جهته، اعتبر برناردس هذه الرؤية برهاناً آخر على رحمة يسوع اللامتناهية، لذا فاضت منه صلاة خلال أحد أوقات تأمّله: “يا يسوع المحبوب، يا حمل الله… إني أنا الخاطىء البائس أحيّي وأعبد جرح كتفك المقدس. هذا الكتف الذي حمل الصليب الثقيل، الذي مزّق لحمك وعرّى عظمك فسبّب لك آلاماً أشدّ من جميع جروح جسدك الأخرى. يا يسوع المتألم كثيراً، إنني أمجّدك وأسبّحك وأشكرك على هذا الجرح المقدس الموجع، متوسلاً إليك بشفاعة تلك الآلام الشديدة للغاية وبشفاعة صليبك الثقيل جداً أن ترحمني أنا الخاطىء، وتغفر خطاياي المميتة والعرضية، وأن تقودني في طريق صليبك إلى السماء.”
ولعلّ أشهر صلاة للعذراء نردّدها تُعزى إليه: اذكري يا مريم العذراء الحنون، أنّه لم يُسمع قط أنّ أحداً التجأ إلى حمايتك وطلب معونتكِ ورُدّ خائباً. فأنا بمثل هذه الثقة، ألتجىء إليك أيتها الأم عذراء العذارى، وآتي إليك، وأجثو أمامك، أنا الخاطىء المسكين متنهّداً، فلا ترذلي تضرّعاتي يا أمّ الكلمة، بل استمعي لي بحنو واستجيبيني، آمين.
رقد القديس برناردس من كليرڤو بعطر القداسة بعد تدهور صحته بسبب التقشُّف، في 20 أغسطس 1153م بعمر الثالثة والستين، تم إعلان قداسته عن يد البابا “ألكسندر الثالث” عام 1174م، ودعاه البابا “پيوس الثامن” مُعلِّماً للكنيسة الجامعة عام 1830م.
فلتكن صلاته معنا .