القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 5 سبتمبر – أيلول 2022 “
الاثنين الرابع عشر بعد العنصرة
تذكار القدّيس النبي زخريّا أبي السابق الكريم
بروكيمنات الرسائل
أَلصّانِعُ مَلائِكَتَهُ رِياحًا، وَخُدّامَهُ لَهيبَ نار.
-بارِكي يا نَفسِيَ ٱلرَّبّ. أَيُّها ٱلرَّبُّ إِلَهي، لَقَد عَظُمتَ جِدًّا. (لحن 4)
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 19-10:12
يا إِخوَة، إِنّي أُسَرُّ بِٱلأَوهانِ، بِٱلشَّتائِمِ، بِٱلضَّروراتِ، بِٱلِٱضطِهاداتِ، بِٱلشَّدائِدِ، مِن أَجلِ ٱلمَسيحِ، لِأَنّي مَتى ضَعُفتُ فَحينَئِذٍ أَنا قَويّ.
قَد صِرتُ جاهِلاً بِٱفتِخاري. إِنَّما أَنتُم ٱضطَرَرتُموني، إِذ كانَ ٱلواجِبُ أَن تُوَصّوا أَنتُم فِيَّ، لِأَنّي لَم أَنقُص شَيئًا عَن أَكابِرِ ٱلرُّسُلِ، وَإِن كُنتُ لَستُ بِشَيء.
فَإِنَّ عَلاماتِ رِسالَتي قَد حَصَلَت فيما بَينَكُم بِكُلِّ صَبرٍ، بِآياتٍ وَعَجائِبَ وَقُوّات.
لِأَنَّكُم في أَيِّ شَيءٍ نَقَصتُم عَن سائِرِ ٱلكَنائِسِ، إِلاّ في كَوني أَنا نَفسي لَم أُثَقِّل عَلَيكُم؟ سامِحوني بِهَذا ٱلظُّلم.
هَذهِ مَرَّةٌ ثالِثَةٌ أَتَأَهَّبُ فيها لِلقُدومِ إِلَيكُم. وَلَن أُثَقِّلَ عَلَيكُم، لِأَنّي لا أَطلُبُ ما هُوَ لَكُم بَل إِيّاكُم أَطلُب. إِذ لَيسَ عَلى ٱلأَولادِ أَن يَذخَروا لِلوالِدينَ، بَل عَلى ٱلوالِدينَ لِلأَولاد.
أَنا بِكُلِّ سُرورٍ أُنفِقُ ٱلنَّفَقاتَ، بَل أُنفِقُ نَفسي لِأَجلِ نُفوسِكُم، وَإِن كُنتُ، وَأَنا أُحِبُّكُم أَكثَرَ، مَحبوبًا أَقَل.
فَليَكُن ذَلِك. أَنا لَم أُثَقِّل عَلَيكُم، غَيرَ أَنّي لِكَوني ذا ٱحتِيالٍ أَخَذتُكُم بِٱلمَكر.
فَهَل غَنِمتُ مِنكُم عَلى يَدِ أَحَدٍ مِمَّن بَعَثتُهُ إِلَيكُم؟
فَقَد طَلَبتُ إِلى تيطُسَ وَبَعَثتُ ٱلأَخَ مَعَهُ. فَهَل غَنِمَ تيطُسُ مِنكُم شَيئًا؟ أَلَم نَسِر كِلانا بِروحٍ واحِدٍ وَعَلى آثارٍ واحِدَة؟
هل تَظُنّونَ أَنّا نَحتَجُّ أَيضًا لَكُم؟ إِنَّما نَنطِقُ أَمامَ ٱللهِ في ٱلمَسيحِ، وَهَذهِ كُلُّها أَيُّها ٱلأَحِبّاءُ لِبُنيانِكُم.
هلِّلويَّات الإنجيل
سَبِّحوا ٱلرَّبَّ مِنَ ٱلسَّماوات، سَبِّحوهُ في ٱلأَعالي.
سَبِّحوهُ يا جَميعَ مَلائِكَتِهِ، سَبِّحيهِ يا جَميعَ قُوّاتِهِ. (لحن 2)
إنجيل القدّيس مرقس 23-10:4
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، دَنا ٱلتَّلاميذُ إِلى يَسوعَ عَلى ٱنفِرادٍ، وَسَأَلوهُ مَعَ ٱلِٱثنَي عَشَرَ عَن مَثَلِ ٱلزَّرع.
فَقالَ لَهُم: «أَنتُم قَد أُعطيتُم أَن تَعرِفوا سِرَّ مَلَكوتِ ٱلله. وَأَمّا أولَئِكَ ٱلَّذينَ هُم مِن خارِجٍ، فَكُلُّ شَيءٍ لَهُم بِأَمثالٍ،
لِكَي يَنظُروا نَظَرًا وَلا يُبصِروا، وَيَسمَعوا سَماعًا وَلا يَفهَموا، لِئَلاَّ يَرجِعوا فَتُغفَرَ لَهُم خَطاياهُم».
وَقالَ لَهُم: «أَما تَعلَمونَ هَذا ٱلمَثَل؟ فَكَيفَ تَعرِفونَ سائِرَ ٱلأَمثال؟
فَٱلزّارِعُ يَزرَعُ ٱلكَلِمَة.
أَمّا ٱلَّذينَ عَلى ٱلطَّريقِ حَيثُ تُزرَعُ ٱلكَلِمَةَ، فَهُمُ ٱلَّذينَ حالَما يَسمَعونَ يَأتي ٱلشَّيطانُ فَيَنـزِعُ ٱلكَلِمَةَ ٱلمَزروعَةَ في قُلوبِهِم.
وَكَذَلِكَ ٱلَّذينَ زُرِعوا في ٱلأَرضِ ٱلحَجِرَةِ، فَهُمُ ٱلَّذينَ عِندَما يَسمَعونَ ٱلكَلِمَةَ يَقبَلونَها مِن ساعَتِهِم بِفَرَح.
وَلَكِن لَيسَ لَهُم أَصلٌ في ذَواتِهِم، وَإِنَّما هُم إِلى حين. فَإِذا حَدَثَ بَعدَ ذَلِكَ ضيقٌ أَوِ ٱضطِهادٌ مِن أَجلِ ٱلكَلِمَةِ، فَلِلوَقتِ يَشُكّون.
وَٱلآخَرونَ ٱلَّذينَ زُرِعوا في ٱلشَّوكِ، هُمُ ٱلَّذينَ يَسمَعونَ ٱلكَلِمَةَ،
وَهُمومُ هَذا ٱلدَّهرِ وَخِداعُ ٱلغِنى وَسائِرُ ٱلشَّهَواتِ ٱلأُخَرِ تَدخُلُ وَتَخنُقُ ٱلكَلِمَةَ، فَتَصيرُ بِلا ثَمَرَة.
وَٱلَّذينَ زُرعِوا في ٱلأَرضِ ٱلجَيِّدَةِ، هُمُ ٱلَّذينَ يَسمَعونَ ٱلكَلِمَةَ وَيَقبَلونَها. فَيُثمِرونَ ٱلواحِدُ ثلاثينَ، وَٱلآخَرُ سِتّينَ، وَٱلآخَرُ مِئَة».
وَقالَ لَهُم: «هَل يُؤتى بِٱلسِّراجِ لِيوضَعَ تَحتَ ٱلمِكيالِ أَو تَحتَ ٱلسَّرير؟ أَوَلَيسَ لِيوضَعَ عَلى ٱلمَنارَة؟
فَإِنَّهُ لَيسَ خَفِيٌّ إِلاّ سَيُظهَرَ، وَلا مَكتومٌ إِلاّ سَيُعلَن.
مَن لَهُ أُذُنانِ لِلسَّماعِ فَليَسمَع!».
التعليق الكتابي :
القدّيس قيصاريوس (٤٧٠ – ٥٤٣)، راهب وأسقف آرل
عظات للشعب، العظة رقم 6
«وَأَمّا ٱلَّذي زُرِعَ في ٱلأَرضِ ٱلطَّيِّبة، فَهُوَ ٱلَّذي يَسمَعُ تِلكَ ٱلكَلِمةَ وَيَفهَمُها، فَيُثمِرُ وَيُعطي بَعضُهُ مائَة، وَبَعضُهُ سِتّين، وَبَعضُهُ ثلاثين»
أيّها الأخوة، هناك نوعان من الحقول: الأوّل هو حقل الله، والثاني هو حقل الإنسان. لديك ميدانك، ولله أيضًا ميدانه. ميدانك هو أرضك؛ ميدان الله هو نفسك. أمِنَ العدل أن تزرع ميدانك وتترك بورًا ميدان الله؟ إن كنت تزرع أرضك ولا تزرع نفسك، فهل يكون هذا لأنّك تريد أن تنظّم ملكك وتترك ملك الله بورًا؟ هل هذا عدل؟ هل يستحقّ الله أن نهمل نفوسنا التي يحبّها كثيرًا؟ تفرح عندما ترى ميدانك مزروعًا بشكل جيّد؛ لماذا لا تبكي عندما ترى نفسك بورًا؟ حقول مياديننا ستجعلنا نعيش لعدّة أيّام في هذا العالم؛ الاعتناء بنفوسنا سيجعلنا نعيش إلى ما لا نهاية في السماء…
تكرّم الله وأوكل إلينا نفوسنا كميدانه؛ فلنباشر إذًا بالعمل بكلّ قوانا، وبمساعدته، لكي عندما يأتي ليزور ميدانه، يجده مزروعًا ومنظّمًا بطريقة ممتازة. فليجد فيه حصادًا لا عُلّيقًا؛ فليجد فيه نبيذًا لا خلاًّ؛ قمحًا لا زؤانًا. إن وجد في الميدان ما يرضي عينيه، سيعطينا في المقابل المكافآت الأبديّة، لكنّ العُلّيق سيكون مصيره النار.