سر قيامتنا …الأخت ماري فرانسواز هنري راهبات قلب يسوع المصريات
No tags
” أما كان قلبنا يحترق في صدرنا.حين حدثنا في الطريق وشرح لنا الكتب المقدسة؟”(لو 24: 32)
ما هو حالنا إذ لم نختبر قيامة يسوع في حياتنا؟ حالنا هو موقف تلميذي عمواس الوقوف بحسرة على ماضي كان جميل، مع شخص تقابلنا معه في فترة من عمرنا، والحزن لأننا فقدناه، ” فوقفا حزينين” (لو24 :17) لو لم نتقابل مع يسوع القائم لكان الفرح منال بعيد عن قلوبنا، وسنظل في كآبة عتمة الخطيئة، والرجوع إلى الماضي وللوراء كما كنا من قبل، وحياتنا السابقة بلا رجاء، بأحاديث، وجدال عقيم بلا معني، ” كانا يتحدثان ويتجادلان”( لو24: 15).
لكن القائم لن يتركنا في خيبات الأمل هذه، بل يقترب منا، ويمشى معنا في مرافقة بحب، وصدق، وصداقة حميمة، نشعر بها في وجداننا ومشاعرنا،” دنا منهما يسوع نفسه مشى معهما” ولكن لن ندركها بعقولنا، فعلينا أن نصدق قلوبنا، لأن عيوننا الخارجية تصاب أحيانًا بالعمي فلا نري في عتمات الليل، ” لكن أعينهما عميت عن معرفته”(آ16) يسوع بمسيرته معنا ينير لنا الطريق إن سمحنا له يرافق دربنا برقة، وحنان.
أسلوب يسوع في مرافقته لنا يسئل سؤال كأنه لم يعرف شئ ” وحدك غريب في أورشليم فلا تعرف ما حدث”( آ18) يسوع ينتظر بصبر، وطول آناه، ما نحكى له، ويسمعنا بدون مقاطعة، لكي يخلصنا من أعبائنا، ونفرغ ما نحمله من هموم، ويتفهم ضعفنا بحب، ويستقبل كل ما في داخلنا حتى لو جرحه هو شخصيًا “شكوكنا فيه، وقله إيماننا”، ومع ذلك يخرجنا من ذواتنا بما فيها، ليفتح طريقًا للنور في ظلام حياتنا، وليجد لنفسه مكان فسيح داخلنا ويعلن من جديد عن علاقته معنا، ويشرح لنا الكتب، يذكرنا بما قال، وما عاشه.
يسوع ليس فقط الناصري، ولا النبي القدير في القول والفعل عند الله والشعب كله، وعند تلميذي عمواس اللذين كانوا يأملوا أن يخلص إسرائيل، لكن أهم صفة اكتشفتها النسوة بعد زيارة القبر الفارغ “فما وجدن جسده”، وتذكر كلام يسوع عن نفسه أنه يُصلب، ويموت، ويقوم في اليوم الثالث، وأكدت الملائكة لهن صفة نعلن عنها ونبشركم بها ” أنه حي” يشعر بنا، وبمخاوفنا، قلقنا، وترددنا، وشكنا، وعدم إيماننا. فأين إيمان تلميذي عمواس بعد أن حكت النسوة لهن ما شاهدوه؟ بل أين إيماننا نحن اليوم بقيامة المسيح؟ هل نصدقها؟ هل نبشر ونعلن عنها ؟ وهل نعيش في فرح قيامته؟
يرد علينا يسوع مع تلميذين”ما أغباكما وأبطأكما عن الإيمان بكل ما قاله الأنبياء! أما كان يجب على المسيح أن يعاني هذه الآلام، فيدخل في مجده؟ ربما هذه الكلمات من يسوع نفسه لنا تجعلنا نثبت في إيماننا، ونتمسك بشخص يسوع القائم، ونطلب منه أن يقيم ويمكث معنا في حياتنا اليومية، الشخصية والعائلية، والكنسية، الرسولية، نفتح له قلوبنا، وبيوتنا، ليدخل ويتعشى معنا، يجلس ويبارك أكلنا، نستعد له على مذابح كنائسنا لحضور سر الشكر الأفخارستيا ليكسر الخبز” كيف عرفا الرب عند كسر الخبز”، ماذا تفعل هذه اللقمة الصغيرة من الأفخارستيا في قلبك وحياتك اليومية؟
فحين نتلاقي معه في هذا السر يحترق قلبنا من الحب بمعرفته، والتعمق في كلمته، ويفتحنا أكثر أن نحب الآخرين، أن نعلن عن قيامته ” قام الرب حقا”(لو 24: 34).إذن سر قيامتنا هي قيامة يسوع من بين الأموات، وسرها أيضا في علاقتنا الحميمة به، ولقائنا الشخصي معه كل يوم في كلمته المقدسة التى إذا عشناها بعمق وتركنا لها الفرصة تعمل في قلوبنا، كأنها نار مقدسة تشعل قلوبنا بمحبته. ” يا قلب يسوع الوديع والمتواضع القلب أشعل قلوبنا بمحبتك.
صلاة
اسكب علينا نور روحك القدوس، حتى نراك ونعرفك في كل ظروف حياتنا، إذا كانت قلوبنا بطيئة، ولا بصيرة لها، عمياء عيوننا، ولا تعرفك. كأنك غريب وأنت السائر معنا، أنت الكلمة الٍِمدفئة لقلوبنا، أنت اليدان الكاسرتان الخبز.أنت الصديق عند حلول المساء. فأجعلنا أن نكون شهودًا لقيامتك، ونسير نحو الحياة الجديدة التى أعددتها لنا.آمين
وطنى