تامل يوم الاثنين
شكرا يارب
لا أجد يا سيدي مكاناً يكفي لأن أكتب فيه ما تعطيه لي في حياتي.
أشكرك يا أبي من أجل محبتك الغالية.
أشكرك يا أبي من أجل عنايتك بي رغم انشغالي عنك.
أشكرك يا أبي على حمايتك لي من الاخطار والمصاعب.
أشكرك يا أبي على كل يوم جديد تعطيه لي كفرصه من أجل ان أحيا معك.
أشكرك يا أبي على نعمة الغفران التى تعطيها لي بدون مقابل.
أشكرك يا أبي من اجل دمك الكريم المسفوك من أجلي أنا ابنك الخاطئ الغير المستحق.
أشكرك يا أبي لأنك رفعت قيمتى من مجرد عبد مقيد بشرور ابليس الى ابن وارث لملكوت ابيه.
أشكرك يا أبي على عقلي على صحتي على تعليمي على عملي على اهلي على اصدقائي.
لا يكفيك يارب أي شكر فإنك تستحق كل الشكر تستحق كل المجد والاكرام.
انت الآب الذى يضع نفسه من أجل أبنائه رغم قساوة قلوبهم وضعفهم.
مزامير
غَير إِنَّكَ فَتَحتَ ليَ ٱلآذان
ما سَأَلتَ عَن مُحرَقَةٍ ولا ضحِيَّةٍ عَنِ ٱلخَطيئَة
وَعِندَها قُلتُ: «ها قَد أَتَيتُ»
في دُرجِ ٱلسِّفرِ كُتِبَ عَنّي
أَن أَعمَلَ بِمَشيئَتِكَ،
يا إِلَهي إِنَّ في هذا مُرادي
وَإِنَّ شَريعَتَكَ في صَميمِ فُؤادي»
بَشَّرتُ بِكَرَمِكَ ٱلحَشدَ ٱلعَظيم
وَلَم أُطبِق شَفَتَيَّ، رَبّي، أَنتَ ٱلعَليم
إِبتَهَجَ بِكَ، رَبِّ، كُلُّ مَن يَبتَغونَكَ
وَلا زالوا يُرَدِّدونَ: «تَعَظَّمَ ٱلمَولى»
وَهُمُ ٱلَّذينَ يُحِبّونَ خَلاصَكَ
إنجيل القدّيس لوقا 10-1:7
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، لَمّا أَتَمَّ يَسوعُ جَميعَ كَلامِهِ بِمَسمَعٍ مِنَ ٱلشَّعب، دَخَلَ كَفَرناحوم.
وَكانَ لِقائِدِ مائَةٍ عَبدٌ مَريضٌ قَد أَشرَفَ عَلى ٱلمَوت، وَكانَ عَزيزًا عَلَيه.
فَلَمّا سَمِعَ بِيَسوع، أَوفَدَ إِلَيهِ بَعضَ أَعيانِ ٱليَهود، يَسأَلُهُ أَن يَأَتِيَ فَيُنقِذَ عَبدَهُ.
وَلَمّا وَصَلوا إِلى يَسوع، سَأَلوهُ بِإِلحاح، قائِلين: «إِنَّهُ يَستَحِقُّ أَن تَمنَحَهُ ذَلِكَ،
لِأَنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتَنا، وَهُوَ ٱلَّذي بَنى لَنا ٱلمَجمَع».
فَمَضى يَسوعُ مَعَهُم. وَما إِن صارَ غَيرَ بَعيدٍ مِنَ ٱلبَيت، حَتّى أَرسَلَ إِلَيهِ قائِدُ ٱلمائَةِ بَعضَ أَصدِقائِهِ يَقولُ لَهُ: «يا رَبّ، لا تُزعِج نَفسَكَ، فَإِنّي لَستُ أَهلًا لِأَن تَدخُلَ تَحتَ سَقفي.
وَلِذَلِك، لَم أَرَني أَهلًا لِأَن أَجيءَ إِلَيك، وَلَكِن قُل كَلِمَةً يُشفَ خادِمي.
فَأَنا مَرؤوسٌ وَلي جُندٌ بِإِمرَتي، أَقولُ لِهَذا: إِذهَب! فَيَذهَب، وَلِلآخَر: تَعالَ! فَيَأتي، وَلِعَبدي: إِفعَل هَذا! فَيَفعَلُهُ».
فَلَمّا سَمِعَ يَسوعُ ذَلِك، أُعجِبَ بِهِ وَٱلتَفَتَ إِلى ٱلجَمعِ ٱلَّذي يَتبَعُهُ، فَقال: «أَقولُ لَكُم، لَم أَجِد مِثلَ هَذا ٱلإيمانِ حَتّى في إِسرائيل».
وَرَجَعَ ٱلمُرسَلونَ إِلى ٱلبَيت، فَوَجَدوا ٱلعَبدَ قَد رُدَّت إِلَيهِ ٱلعافِيَة.
التعليق الكتابي :
القدّيس توما الأكوينيّ (1225 – 1274)، لاهوتيّ دومينكيّ وملفان الكنيسة
«يا رَبّ… إِنّي لَستُ أَهلًا لِأَن تَدخُلَ تَحتَ سَقفي…»
إن ابن الله الوحيد، الذي أراد مشاركتنا بأُلوهيّته، اتّخذ طبيعتنا بغية تأليه البشر، هو من تجسّد متّخذًا لنفسه جسدًا بشريًّا. ومن ناحية ثانية، ما أخذه منا، أعطانا إيّاه كاملاً لنَخْلص. وبالفعل، لقد قدّم جسده على مذبح الصّليب ذبيحةً لأبيه الآب بغية مصالحتنا معه؛ وسفك دمه ليكون في الوقت نفسه فديتنا وعمادنا: سنُطَهَّر من كل خطايانا كوننا افتُدينا من عبودية مؤسفة. ولكيّ نُبقي معروفًا بهذا الحجم في ذاكرتنا دومًا، ترك لأتباعه جسده مأكلًا ودمه مشربًا، تحت شكلي الخبز والخمر.
يا لها من وليمة ثمينة ومدهشة، تأتي بالخلاص وهي مفعمة بالعذوبة. هل من وليمة أثمن من تلك التي لا يُقدَّم لنا فيها مأكل لحم العجول والماعز، على غرار الشّريعة القديمة، ولكن يُقدَّم لنا فيها الرّب يسوع المسيح الذي هو حقًا الله؟ هل من شيء أروع من هذا السرّ؟… ما من سرّ يُنتِج مفاعيل أكثر خلاصيّة من هذا: إنّه يمحي الآثام، ويُكثر الفضائل ويفيض على النّفس بالمواهب الرّوحية كافةً. إنّه يُقدَّم في الكنيسة للأحياء والأموات منفعةً للكل، بما أنّه تأسِّس لخلاص الكل.
ما من أحد يستطيع أن يعبّر عن بهجة هذا السّر، بما أننا نستطيب العذوبة الرّوحية من منبعها؛ ونحتفل بذكرى هذا الحب الذي لا يضاهى والذي أظهره الرّب يسوع المسيح في آلامه. أراد أن يحفر في قلب أتباعه عظمة هذا الحب بشكل أعمق. لذا، خلال العشاء السرّي وبعد الاحتفال بالفصح مع تلاميذه، عندما كان سينتقل من هذا العالم إلى أبيه (يو 13: 1)، أسس سرّ الإفخارستيا كذكرى خالدة لآلامه، وكإتمام للنبوءات القديمة، وكأعجوبة تضاهي سائر أعاجيبه. ولأولئك الذين كان غيابه سيملؤهم حزنًا، ترك لهم هذا العزاء الذي لا مثيل له.