في احتفالية اليوبيل الذهبي الرهباني …. للأب / فاضل سيداروس اليسوعي
كتب : عصام عياد
في احتفالية غلبتها روح الصلاة و الشكر و البساطة ،علتها البهجة و الفرحة، في رحاب الدير الرئيسي للآباء اليسوعيين،على مذبح كنيسة العائلة المقدسة الملحقة بمدرسة العائلة المقدسة للآباء اليسوعيين بالفجالة بوسط المدينة،في يوم الأحد قبل الماضي، احتفل الأب / فاضل سيداروس،بمرور 50 عاما على دخوله الرهبانية اليسوعية ( 1965 – 2015 )، وسط اخوته الرهبان و الآباء الكهنة من مختلف الأديرة المنتشرة في أنحاء الجمهورية و من خارجها … أرمنت الحيط ، أرمنت الوابورات بالأقصر،المنيا ،كنج مريوط ،كليوباترا بالاسكندرية، المقطم ،شبرا،الفجالة و مصر الجديدة بالقاهرة، يتقدمهم الأب روماني أمين اليسوعي ممثلا للأب داني يونس الرئيس الاقليمي للرهبانية اليسوعية للشرق الأدنى،و الأب فياشك رئيس الدير بالفجالة، و لفيف من الآباء الكهنة و العديد و العديد من الجماعات الرهبانية الرجالية و النسائية و مسئولي و أعضاء بعض الأنشطة و الجماعات الكنسية و الحركات الرسولية التي تعمل داخل كنيستنا الكاثوليكية بمصر،الى جانب بعض أعضاء هيئات التدريس من المدارس اليسوعية والأصدقاء و المحبين امتلئت بهم جنبات الكنيسة .
شارك بالحضور سيادة المطران جوارجيوس بكر النائب البطريركي العام للروم الملكيين الكاثوليك بمصر – الذي تزامل مع الأب فاضل في دراسة اللاهوت بلبنان – و الأب توما عدلي رئيس كلية العلوم الانسانية و اللاهوتية بالمعادي على رأس وفد من الكلية من آباء كهنة و اكليريكيين،حيث يشغل الأب فاضل مسئولية ” المرشد الروحي العام ” بالكلية .
أقيمت الذبيحة الالهية – ذبيحة الشكر – لله تعالى على نعمته التي رافقت هذه المسيرة الرهبانية على مدى النصف قرن من الزمان ، في خدمة متفانية و سخاء و عطاء تكللها المشورات الانجيلية .. الفقر ، العفة، الطاعة، و الخضوع للحبر الأعظم ، و ترأسها الأب فاضل و شاركه في الخدمة كوكبة من الآباء الكهنة .
جاءت قراءات القداس متناسبة مع الاحتفالية اليوبيلية … من رسالة القديس يوحنا الأولى القصل الأول و الأعداد الأربعة الأولى ( 1 يو 1 / 1- 4 )، و الانجيل … حسب ما دونه القديس يوحنا البشير الفصل ال 21 و الأعداد من 15 الى 19 ( يو 21 / 15 – 19 ) حديث المسيح القائم مع سمعان بطرس ” … أتحبني ” .
من جانبه تحدث الأب / فاضل في عظة القداس عن ” أمانة الرب الذي دعاه “، أمانة تستوجب الشكر لله تعالى،و أضاف الأب سيداروس .. امام دعوة الله ..أنا أسمع له .. أراه .. و أتأمل فيه ،امام دعوته أتجاوب معه، أصغي الى صوته.. ” أتحبني ” و الذي بدوره يتبلور في خدمة الناس الذين أتعامل معهم .. و في ذات السياق ذكر الأب فاضل أن اصغائه للآخرين .. هو بعينه اصغاء للرب ذاته و التأمل فيه و هنا تتجلى عظمة دعوتنا الكنسية .. خدمة الله و البشر ،و أضاف سيادته أنه من خلال الرياضات الروحية بحسب القديس أغناطيوس دي لويولا .. مؤسس الرهبانية اليسوعية : ” نعمة واحدة وحيدة أن أحب عزته الالهية و أخدمه في كل شيء ” الله في كل شىء .. و كل شىء الله ” و هو شعار القديس أغناطيوس ، و اختتم حديثه بأن هذا هو سر دعوته .. سر تكريسه .. سر تجاوبه مع الآب ،في الصلاة .. الخدمة .. المعاملات مع الآخر و من ثم الحب في كل شىء “… لمجد الله الأعظم .
امتدت الاحتفالية عقب ختام الذبيحة الالهية الى فناء المدرسة لتبادل التهاني و التقاط الصور التذكارية لهذه اليوبيلية المباركة و الرائعة .
الجدير بالذكر أن للأب فاضل العديد من الكتابات و المؤلفات اللاهوتية و العقائدية أغنت مكتبتنا العربية،الى جانب مقالات عديدة في كبرى المجلات و الدوريات ،بالاضافة الى التدريس في الكليات و المعاهد اللاهوتية بالمعادي و السكاكيني و غيرها ،الى جانب ” المرافقة الروحية ” و التواصل مع الشباب و تنشيط الرياضات الأغناطية،و الاهتمام ببعض الأنشطة الرسولية التي تخدم في الكنيسة مثل حركة التجديد المواهبي بالروح القدس ” الكاريزماتيك ، و جماعات الحياة المسيحية ” رفاق الكرمة “.. و غيرها ،أيضا كان قد تولى ادارة الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في مصر لأكثر من دورة .
تبقى كلمات الشكر موصولة مع كل التهاني القلبية للأب الفاضل / فاضل سيداروس اليسوعي في يوبيله الذهبي الرهباني .. لترافقه نعمة الرب و يمن عليه دوما بالصحة و النعمة و البركة بشفاعة سيدتنا مريم العذراء و القديس أغناطيوس دي لويولا و القديس فرنسيس كسفاريوس ، و لسنين عديدة في خدمة الله و خلاص النفوس .