stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديس أبا كراجون الشهيد San Kragon (Cragon) Martire in Egitto

13views

١٩ يوليو ٢٠٢٥

إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني

ولد القديس أبا كراجون في قرية البتانون بمحافظة المنوفية في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي. نشأ غير مسيحي وكان يعبد الأوثان، وعاش في بداية حياته كلص يرافق مجموعة من الشبان في السرقة. في إحدى الليالي، توجهوا لسرقة قلاية راهب، لكنهم فوجئوا به ساهرًا في الصلاة بلا انقطاع، فتأثروا بمثاله وتابوا على يد الراهب، ثم ترهبوا عنده، ومن بينهم أبا كراجون، الذي اجتهد في حياة النسك والتوبة ليعوض سنين الضياع والشر.

كرّس القديس أبا كراجون حياته للتقشف والجهاد الروحي والجسدي، وكان دائم التذكير لنفسه بضرورة التعويض عما فقده في اللهو والخطية. وقد تنبأ له الراهب الذي تتلمذ على يديه بأنه سينال إكليل الشهادة، وفعلاً بعد ست سنوات بدأت موجة اضطهاد على الكنيسة، وظهر له ملاك الرب ليأمره بالذهاب إلى والي نيقيوس ليعترف باسم المسيح. هناك، أعلن إيمانه بشجاعة أمام الوالي، فتعرض لتعذيب شديد، من تمشيط جسده بأمشاط حديدية إلى فرك جروحه بعقاقير مؤلمة.

نُقل بعد ذلك إلى الإسكندرية حيث استُكملت سلسلة التعذيب، فقد عُلق على صاري سفينة خمس مرات، وطرِح في البحر داخل جوال من الجلد، لكن ملاك الرب أنقذه بأعجوبة. بعد ذلك، أُرسل إلى سمنود، مرورًا بقرية البنون، حيث كان يُشفى المرضى بصلاته. وهناك في سمنود، أقام ابن الوزير يسطس من الموت، فآمن الوزير وكل بيته وجنوده ونالوا معًا إكليل الشهادة، وكان عددهم 935 شخصًا.

لم تنتهِ معاناة القديس، إذ واصل والي سمنود تعذيبه بأشكال متنوعة وكسر ظهره، ثم أُعيد إلى الإسكندرية. وعند وصوله إلى تل برموده، ظهر له السيد المسيح مع الملائكة ليشجعه ويطمئنه أنه سيتمم جهاده هناك، ووعده بأن من يستغيث به أو يصلي باسمه تُستجاب طلبته سريعًا. وبعد أن نال ثلاث أكاليل (البتولية، الرهبنة، والشهادة)، أمر الوالي بقطع رأسه، فنال إكليل الشهادة المجيد.

ظهر ملاك الرب بعد استشهاده لأحد الكهنة من منوف، ودله على موضع الجسد الطاهر، فنقله إلى قريته البتانون. وبعد انقضاء زمن الاضطهاد، بُنيت كنيسة هناك باسمه ووضِع فيها جسده. وظهر السيد المسيح للقديس أثناء عذابه بالإسكندرية، وطمأنه بأن جسده سيعود إلى بلده، وأن من يصلي أو ينذر باسمه يُستجاب له سريعًا، وكل من يدوّن سيرته ينال بركة خاصة ومجدًا أبديًا، فلتكن صلاته معنا.