stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الطوباوي لويجي نوفارتس Beato Luigi Novarese- Presbitero

21views

٢٠ يوليو ٢٠٢٥

إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني

وُلد المونسنيور لويجي نوفاريس في كاسال مونفيراتو بمقاطعة أليساندريا في 29 يوليو 1914، وكان الأصغر بين تسعة أطفال. توفي والده عندما كان عمره تسعة أشهر فقط، فتولت والدته تربية الأسرة بمفردها. كانت امرأة قوية ومؤمنة، ولم تدخر جهدًا في رعاية أطفالها، خاصة بعد إصابة لويجي في التاسعة من عمره بمرض السل العظمي، وهو مرض كان يُعتبر قاتلًا آنذاك. أنفقت والدته كل ما تملك لعلاجه حتى باعت البيت والمزرعة، فتم إدخاله مصحة سانتا كورونا حيث كتب لويجي رسالة إلى عميد الساليزيان طالبًا شفاعة العذراء مريم ودون بوسكو، وبعد تساعية روحية، نال الشفاء المعجزي رغم بقاء ساقه أقصر بـ15 سم.

كان لويجي يستعد لدخول كلية الطب ليصبح طبيبًا، ولكن وفاة والدته، التي كانت له مصدر القوة والإلهام، غيّرت مجرى حياته. بعد استشارة مرشده الروحي، قرر أن يكرّس حياته لله ويصبح كاهنًا. وبسبب فقره، حصل على منحة دراسية بدعم من الأسقف، فالتحق بالمدرسة الإكليريكية، ورُسم كاهنًا في كاتدرائية سان جيوفاني في اللاتيران في ديسمبر 1938. تابع دراسته ونال درجات علمية في اللاهوت، القانون الكنسي، والمحاماة.

في عام 1942، دُعي من قبل المطران مونتيني (البابا بولس السادس لاحقًا) للعمل في أمانة الدولة الفاتيكانية، حيث تولى مهمة التعامل مع رسائل الجنود في الجبهة خلال الحرب العالمية الثانية. ومع تفاقم معاناة الناس بسبب نقص الغذاء والدواء، طلب نوفاريس من البابا المساعدة وتمكن من تأمين المعونات التي خففت عن المتضررين. وفي عام 1943، أسس الرابطة الكهنوتية المريمية لمساعدة الكهنة المرضى، وكرّس حياته لخدمة المتألمين والمحتاجين.

تابع نوفاريس مشاريعه الاجتماعية والروحية، فأسس عام 1947 مركزًا للمتطوعين لخدمة الفقراء والمرضى وكبار السن، كما أنشأ دور رعاية ومراكز تدريب مهني لذوي الإعاقة وكبار السن، وعلّمهم كيف يعيشون مع الألم بكرامة ورجاء. ركّز على تقديم دعم نفسي وروحي للمريض، وغيّر النظرة التقليدية للمرض، معتبرًا إياه طريقًا للقداسة والمشاركة في آلام المسيح.

مع أخته إلفيرا ميريام بسورولا، أسس عام 1950 جمعية “متطوعو المعاناة”، وفي عام 1952 أسس “عمال الصليب الصامتون” ثم جمعية “إخوة وأخوات المرضى المؤمنين بالرسالة”. كان نوفاريس يرى في كل إنسان كرامة يجب الحفاظ عليها، فاهتم بجوانب الحياة الجسدية والنفسية والروحية على حد سواء. توفي في 20 يوليو 1984 في روكا بريورا، وأُعلنت تطويبه في 11 مايو 2013 على يد البابا فرنسيس. فلتكن صلاته معنا.