stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكنيسة الكاثوليكية بمصركنيسة الأقباط الكاثوليك

الأنبا توما يترأس صلوات اليوم الثاني من رياضة صوم السيدة العذراء مريم بسوهاج

9views

١٨ أغسطس ٢٠٢٥

صفحة إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك

ترأس أمس، نيافة الأنبا توما حبيب، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، فعاليات اليوم الثاني من رياضة صوم السيدة العذراء، بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس، بسوهاج.

جاء ذلك بمشاركة القمص بشرى لبيب، راعي الكنيسة، حيث بدأت الصلوات بتلاوة أسرار المسبحة الوردية، ثم ترأس الأب المطران صلاة القداس الإلهي، حيث ألقى نيافته تأملًا روحيًا للحاضرين، قائلًا: هذه الأيام ليست أيامًا عادية، إنها دعوة من الله لك شخصيًا، أن تقوم من سباتك، أن تعود من التيه، أن تفتح قلبك للنور، الرب لا يدعونا إلى صخب ولا كلمات كثيرة، بل إلى مقابلة حقيقية معه، حيث يلمس جراحنا، يشفي قلوبنا، ويعطينا رجاء لا يذبل.

وأضاف صاحب النيافة: الرياضة الروحية ليست احتفالًا، بل صراع مقدس مع الذات، مواجهة مع الله، وقرار بالرجوع، فهل أنت مستعد أن تترك الركود والروتين؟ هل تجرؤ أن تصرخ من قلبك: “يا رب، ابدأ بي أنا أولًا!؟”.

وتابع راعي الإيبارشيّة تأمله: الآن هو الوقت لا غدًا، ولا بعد حين، افتح قلبك، وادخل معنا إلى العمق، رياضتنا تبدأ من هنا من شوقك، من دمعتك، من قرارك!. هل فكّرت يومًا أن نظرة واحدة يمكن أن تغيّر حياة إنسان؟ أن عينين تتقابلان، قد تُسقط قناعًا، وتشعل نارًا، وتحيي قلبًا مات من زمن؟.

واستكمل الأنبا توما حديثه: هكذا كان يسوع لا يكتفي بالكلمات، بل ينظر، ينظر بعينين تشقّ القلوب، وتقرأ الأسرار، وتقول ما تعجز عنه الشفاه. نظر إلى متى الجالس على مائدته، فتحوّل إلى تلميذ وتَبِع. نظر إلى بطرس بعد الإنكار، فبكى بمرارة وعاد. نظر إلى الشاب الغني، فعَرَف المحبة، لكنه لم يقدر أن يتبع. نظر إلى زكا فوق الجميز، فنزل مُسرعًا، وتجدد قلبه. نظر إليّ، وإليك، ولا يزال ينظر.

أكد نيافة المطران أن النظرة ليست مجرد حركة للعين، بل هي مرآة القلب، وصوت المشاعر الصامت. قد تكون الكلمة كالسيف، لكن النظرة قد تخترق القلب بعمق أكبر.

وشدد راعي الإيبارشيّة إن كنا نتأمل في نظرات يسوع في الإنجيل، فكم بالحري نتوقف أمام نظرات أمه الطاهرة مريم، تلك العيون التي رأت ما لم يره أحد، وحملت أسرار الفداء في صمت وعمق.

واختتم الأب المطران تأمله قائلًا: نظرات يسوع ليست عابرة إنها نداء خفي، دعوة للدخول إلى الأعماق، حيث لا خداع ولا مظهر، بل مقابلة وجهًا لوجه مع الحق.