stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديس نيكولا من تولينتينو المتصوف الملقب بـ “شفيع الأنفس المطهرية” San Nicola da Tolentino- Sacerdote

13views

١٠ سبتمبر ٢٠٢٥

إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني

وُلِدَ “نيكولا” حوالي عام 1245م، بمدينة سانت انݘلو – إيطاليا. أطلق عليه والداه هذا الاسم يتمُناً بالقديس نيكولاوس أسقف ميرا، والذي كانا يترددان على مزاره طالبين صلاته من أجل أن يكون لهما طفلاً.

كذلك عُرِف بين إخوته بالدير أنه شديد التواضع وناسك حقيقي يعيش إماتة الجسد من أجل تحقيق شفافية نفسه واستماعه لصوت الله بشكل أوضح.

كان شهيراً بُحسن معاملته للفقراء والصبر عليهم حتى مع من يمتلك طباعاً مستفزَّة، لذلك كان الدير يوليه مسئولية توزيع الطعام على الفقراء اللاجئين عند باب الدير.

كان شغله الشاغل هو مواجهة التدهور الأخلاقي، والذي جاء مع تطور حياة المدينة في أواخر القرن الثالث عشر.

وخلال أحد أصوامه الطويلة على هذه النيّة، تراءت له العذراء مريم والقديس أغسطينوس شفيع رهبنته، وطلبا إليه أن يكسر صومه وأشارا إلى خُبزٍ وُجِد فجاة بكمية كبيرة في محبسته، يحمل علامة الصليب ومغموس في ماء. بمجرد أن أكل الأب نيكولا هذا الخبز، فارقه ضعفه الشديد وهُزاله بفعل الصوم.

كما يُذكَر أنه كان دائماً ما يُذكِّر الناس بأنه آداة في يد الله، فكان يجيب على تساؤل من حدثت لهم معجزات الشفاء بأن يحكي لهم عن رحمة الله لا عن قدرته كناسِك.

[منذ ذلك الحين أصبح الرهبان الأغسطينيين يكرمون تذكار القديس نيكولا بتبريك كميات من الخبز وتوزيعها على المرضى في عيده، وقد أطلقوا عليه اسم “خبز القديس نيكولا”].

بعُمر التاسعة والعشرين، تراءى له ملاك الرب، وقاده في انخطاف روحي نحو مدينة تولنتينو، الواقعة بوسط إيطاليا، والقريبة من مسقط رأسه، حينها تأكد الأب نيكولا أنه مدعو لخدمة هذه المدينة، وطلب من رئاسته الروحية أن يتم نقله إلى هناك وتم النقل فعلياً.

لدى وصول الأب نيكولا إلى هناك، حاول أن يكون راعياً للجميع من خلال تواجده في الدير الأغسطيني بها، فوقف على مسافة واحدة من الجميع.

كذلك ظل يتابع صلواته وأصوامه حتى يستطيع أن يكون له دور روحي ودور إرشادي في إحلال السلام في المدينة، ووقفْ القتال بين الجانبين.

كان الأب نيكولا يعتبر أن صلاته وصومه ومحبته للجميع، هي السبيل الوحيد لإيقاف تنامي السلوك العنيف وتزايُد أعداد المسلحيين من المدنيين، واشتعال الإستقطاب والإحتقان السياسي.

خلال فترات الأصوام حدث الإنخطاف الروحي مرة أخرى، وهذه المرة شهد الأب نيكولا الأنفس المطهرية وعاين معاناتها، وقد كرَّس جزءاً خاصاً من صلواته وتقوياته نحو طلب الرحمة لهذه الأنفس المتألمة بالبعد عن حضن الأب السماوي.

وبسبب إهتمامه الشديد هذا أطلق عليه البابا “لاون الثالث عشر” عام 1884م، لقب شفيع الأنفس المطهرية. في مرضه الأخير عاني الأب نيكولا كثيراً، لكن ذلك لم يمنعه من استكمال إماتاته الجسدية على نيات الإهتداء للإيمان وراحة الأنفس المطهرية، إلى أن توفِّيَ بعطر القداسة في 10 سبتمبر 1305م، عن عمر ناهز الستين.

تم دفنه بمدينة تولنتينو وأُعيد اكتشاف زخائره المباركة عام 1926م. أعلنه البابا “يوݘينيوس الرابع” قديساً عام 1446م، فلتكن صلاته معنا.