stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديس يعقوب المقطع الشهيد San Giacomo l’Interciso-Martire in Persia

17views

٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥

إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني

ولد ونشأ القديس يعقوب في مدينة لابات بسوز الفارسية (شمال الخليج الفارسي)، من عائلة نبيلة ثرية مسيحية تشتهر بالكرم وإكرام الغرباء، تلقى تعليماً واسعاً في علوم العصر، كان دمثاً وغيوراً في خدمة الناس، ارتبط بصداقة حميمة بالشاه يزدجرد الأول (399-425م)، مما أكسبه امتيازات وجعله قريباً من أهل القصر وكبار القوم.

تأثر يعقوب بأجواء المجد الدنيوي فغرق في السكرة العالمية، ومع اضطهاد المسيحية في فارس بعد إحراق أسقف المدائن معبد الشمس عام 411م، اختار يعقوب الحظوة عند الشاه على إيمانه، فسقط في عبادة الأوثان وأصبح شريكاً له، بلغ المسيحيون الخبر فاصطدموا به كصاعقة لأنه كان عموداً لهم، قطعت والدته وزوجته علاقتهما به لأنه آثر المجد العابر على محبة المسيح، وأرسلتا له رسالة تنتقد سقوطه وتدعوه للتوبة قبل فوات الأوان.

أفاق يعقوب من غفلته وبكى بمرارة على خيانته للمسيح، قرر محو ذنبه بالدم إن لزم، فجاهر بإيمانه بنبذ الأوثان في كل مناسبة، بلغ الخبر الشاه الذي استدعاه وسأله، اعترف يعقوب دون إنكار، حاول الشاه إغراءه بالمناصب والمال والأمجاد وحتى نصف المملكة، ثم ذكّره بالشباب والحياة، وأخيراً هدّده، لكن يعقوب لم يتزحزح، فغضب الشاه وأسلمَهُ للتعذيب الشديد.

بدأ التعذيب عادياً لكن حماس يعقوب أثار غضب الشاه، فأمر بتقطيعه قطعة قطعة أمام المدينة كلها، حضر الناس فحزن بعضهم وبكوا، فقال يعقوب: “لا تبكوا عليّ، بل على شهواتكم، سأتوجع قليلاً ثم ينتهي، أما أنتم فمصيركم غير مضمون”، قطع الجلاد أصابعه وأطرافه واحداً تلو الآخر، صرخ يعقوب “أغثني يا رب” فأعطاه الله قوة تجعله غريباً عن الألم، وقال عبارات إيمانية مع كل قطعة مستلهماً الكتاب المقدس، مثل تقليم الكرمة أو الوصايا العشر، حتى قطع الجلاد رأسه فيكمل الشهادة تكفيراً وأمانة.

استشهد يعقوب في بابل على نهر الفرات يوم جمعة، سرق الأتقياء جثمانه وأطرافه ودفنوه بإكرام، رفاته اليوم متناثرة: الهامة في روما، وبعض العظام في البرتغال، يُذكر كمثال للتوبة والشهادة بعد السقوط. فلتكن صلاته معنا.