stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

سمعت مريم كلمة الله وعملت بها

2kviews

مريم-العذراء-في-الكتاب-المقدّس71617233-m

اليوم الرابع عشر من الشهر المريمي

” سوف تُهنّئُني بعد اليوم جميع الأجيال ، لإنّ القدير صنعَ إليّ أُموراً عظيمة ” (لوقا ١ : ٤٨ – ٤٩ )

سمعت مريم كلمة الله وعملت بها ، دون خوفٍ و ترددٍ و شكّ . فاستحقت أن تكون أُمّاً ليسوع ولجميع المؤمنين ، على مرّ العصور     ” أيّتها المرأة ، هذا ابنُكِ ” . ثمّ قال للتلميذ : ” هذه أُمُّكَ ” .  ( يوحنا ١٩ : ٢٦ ) .

هتفت مريم ” تُعظّمُ الرّبّ نفسي ، وتبتهج روحي بالله مُخلّصي ، لأنه نظر إلى تواضع أمتهِ . سوف تُهنئُني جميعُ الأجيال لأن القدير صنع إليّ أُموراً عظيمة … ( لوقا ١ : ٤٦ – ٤٩ ) . الأجيال تطوبها لأنها قالت : ” نعم ” ، ” نعم يارب ، انا خادمتك ، انا امتك ، فليكن لي بحسب قولِكَ ” ( لوقا ١ : ٣٨ ) .

لم تتراجع عن هذه الخدمة رغم أنّ : ” سيف الحزن سيخترق قلبها ” ( لوقا ٢ : ٣٥ ) . حملت يسوع في أحشائها وذهبت به إلى اليصابات ( لوقا ١ : ٣٩ – ٤٥ ) ، ومن ثمّ إلى العالم أجمع : إلى المدن والقرى ، إلى بيوت البشر في الشرق والغرب ، إلى الملوك والحكام ، إلى الأغنياء والفقراء ، إلى الصغار والكبار ، إلى المثقفين والجاهلين ، إلى البسطاء والمتواضعين ، إلى المتكبرين والمتعجرفين … حملته إلى الكل والهدف واحد ، وهو : ” ادخال الفرح والبهجة إلى القلوب ” .

فرح معرفة يسوع ، فرح التوبة والندامة ، فرح المغفرة والمصالحة والعودة إلى يسوع .

الأجيال تطوبها لإن الربّ باركها واختارها من بين نساء البشر أجمعين ، فقال لها الملاك : ” لا تخافي يا مريم ، فقد نلتِ حُظوةً عند الله ، فستحملين وتَلدين ابناً فسَميّه يسوع ” ( لوقا ١ : ٣٠ ) ، وملكها على القلوب وجعلها بركةً في كلّ بيتٍ وعائلة وكنيسة ورعيّة ودير ومدينة ، وباختصار جعلها ملكةً على العالم … ملكةً على مثال ابنها ، ملكةً تخدم في جميع الظروف ، مكتشفة ما ينقص لدى البشر من الاحتياجات الزمنية الأرضيّة اليومية ، كما في عرس قانا الجليل : ” لم يبقى عندهم خمر ” ( يوحنا ٢ : ٣ ) الأم الملكة الخادمة تسرع إلى ابنها تطلب منه تحويل ضعفنا إلى قوّة ، ويأسنا إلى رجاء ، وقلقنا إلى طمأنينة ، ولا مبالاتنا إلى التزام ، وموتنا إلى حياة … لتستمر الأفراح في مجتمعاتنا وبيوتنا .

حياتك يا مريم نشرت الفرح للعالم أجمع ، لأن منكِ أشرقت شمس الحقّ ،  المسيح ربّنا ، بإبطاله اللعنة ، ومصالحتنا مع الله ومع بعضنا ، منحنا النعمة والبركة وبسحقه سلطان الخطيئة والموت أنعم علينا بالحياة الأبديّة .

المطران كريكور اوغسطينوس كوسا

اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن

           للأرمن الكاثوليك