stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

شماسية النساء… نظرة تاريخية

2kviews

stained-glass-11466_960_720-740x4931

اعتدنا مؤخرًا، خصوصًا في الغرب، على من يعتبر نفسه كاثوليكيًا أكثر من البابا… على من يرى في كل تعبير بابوي تقويض لركائز الإيمان الكاثوليكي. آخر طلقات “مؤولي الشك”، الذين ينطلقون من مبدأ الاهتمام حتى إثبات البراءة، أتت عقب تصريح البابا رغبته واستعداده لتشكلي لجنة لدراسة إمكانية وطبيعة شماسية النساء في الكنيسة.

جاء تصريح البابا أمس في معرض لقاء مع اتحاد الرؤسات العامات في قاعة بولس السادس في الفاتيكان. وفي معرض ما قاله البابا، أشار إلى أن دور الشماسات في الكنيسة الأولى ليس واضحًا بالنسبة لنا حتى الآن، ولهذا يعتزم الأب الأقدس أن يشكل لجنة لدراسة الموضوع.

لمحة تاريخية

ليست المرة الأولى التي تكرس فيها الكنيسة الكاثوليكية وقتًا للتفكير في موضوع الشماسية بشكل عام، والشماسية النسائية بشكل خاص. فقد كرست اللجنة اللاهوتية العالمية (وهي لجنة تابعة للكوريا الرومانية) خمسة سنوات للدراسة من عام 1992 وحتى 1997. وبعد ذلك، تمت لقاءات دراسة عدة من عام 1998 حتى 2002 وقد صدر عن هذه الفترة وثيقة أولية صادق عليه الكاردينال يوسف راتزنغر، عميد مجمع عقيدة الإيمان، وسمح بنشرها.

تشرح الوثيقة أن الشماسية وصلت إلى مرحلة انحطاط في العصور الوسطى (نحو القرن العاشر الميلادي)، حيث باتت مجرد مرحلة انتقالية نحو الكهنوت والأسقفية. أما بالنسبة للشماسية النسائية فبالرغم من أن المجمع الفاتيكاني الثاني لم يتحدث عنها، إلا أنه يجب أن ننظر في هذه الخدمة التي كانت موجودة في الماضي والتي يمكن النظر فيها لرؤية كيفية تحقيقها في زمننا.

المسيحية كشماسية

المسيحية مبنية على “الشماسية” بالمعنى اليوناني للكلمة (diakonia) الذي هو “الخدمة”. فالمسيح الرب صار خادمًا. هو الكائن في صورة الله (morphe) أخذ صورة العبد وصار إنسانًا، وواضع نفسه طائعًا حتى الموت، موت الصليب (راجع فيل 2، 6 – 8). في بعدها الكريستولوجي، المسيحية هي خدمة وفي اتباعه للمسيح يسير المؤمن على خطى المسيح الخادم، مسهمًا في عمل المسيح لخلاص العالم.

طبيعة الشماسية

إذا ما نظرنا إلى العهد الجديد، نرى أن الشماسية تأخذ معانٍ مختلفة: فالشماس يخدم الموائد؛ هو خادم الرب؛ خادم السلطان الروحي؛ خادم الإنجيل؛ خادم المسيح والله والكنيسة…

هناك صفحة تستحق الانتباه في سفر أعمال الرسل. نحن أمام صفحة انتخاب 7 شمامسة لكي يهتموا بخدمة الموائد لكي يتفرغ الرسل للتبشير والوعظ. الأمر اللافت هو أن اثنين على الأقل من هؤلاء الشمامسة لم يكتفوا بخدمة الموائد بل بدأوا بالتبشير أيضًا ويقول لنا الفصل السابع أن فيليبوس منح أيضًا سر العماد للخصي، خادم ملكة أثيوبيا.

أما في ما يتعلق بخدمة الشماسات فنرى أن بولس الرسول يتحدث عن “فيبي، اختنا وشماسة كنيسة سنسري” (راجع روم 16، 1 – 4). تقوم فيبي بخدمة يعترف به الرسل، خدمة مرتبطة بخدمتهم.

دور الشماسات

من بين الخدمات الكثيرة المرتبطة بدور الشماسات في العصور المسيحية الأولى نجد الأدوار التالية:

– مسح أجساد النساء بالزيت قبل المعمودية.

– تعليم النساء القادمات إلى الإيمان.

– زيارة النساء المؤمنات والمرضى.

هذا ويمنع التعليم الرسولي الشماسات من القيام بمنح المعمودية ولعب دور أولي في الاحتفال بالافخارستيا.

وماذا الآن؟

تقدم الدراسة اللاهوتية بعد ذلك خلاصة تطور الخدمة الشماسية في الكنائس المختلفة وتخلص إلى الإشارة بأنه ما من اتفاق كامل بين الكنائس على هوية الشماسية النسائية. ولذا يوضّح النص نقطتين:

– الأولى هي أن الشماسات التي يتحدث عنها التقليد القديم ليست البعد النسائي للشمامسة الرجال.

– الثانية هي أن هناك تمييز دقيق وواضح بين الخدمة الشماسية من جهة والخدمة الكهنوتية من جهة أخرى.

ولذا يوكل نص الدراسة المسألة لمن أوكله الرب بتمييز المسائل العقائدية في الكنيسة.

بناءً على هذه الخلاصات، يمكننا أن نقول أن جل ما طرحه البابا هو متابعة الدراسة التي تمت في السابق والوصول إلى النتائج التطبيقية التي تربطنا من جديد مع تقليد الكنيسة الماضي دون تسرع ولكن أيضًا دون إبطاء.

وكالة زينيت