تأمل بمناسبة إعلان الطوباويّة تيريزا الكالكوتيّة قدّيسةً في الكنيسة الجامعة
” ضَرَبَ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ مَثَلًا ، في وُجوبِ ٱلمُداوَمةِ عَلى ٱلصَّلاةِ مِن غَيرِ مَلَل “
لا يمكننا تغذية هبة الصلاة سوى بالتأمّل والقراءة الروحيّة . فالصلاة العقليّة تنمو جنبًا إلى جنب مع البساطة ، أي في نسيان الذات ، في تجاوز الجسد والحواسّ ، وفي تجديد التطلّعات الّتي تغذّي صلاتنا . هذا يعني ، بحسب قول القدّيس يوحنّا ماري فِيَنّي (كاهن وخوري آرس) ، أن ” نغمض أعيننا ، ونغلق أفواهنا ، ونفتح قلوبنا ” . في الصلاة اللفظيّة ، نتكلّم مع الله ، في الصلاة العقليّة ، هو يخاطبنا. وفي هذا الوقت بالذات يبثّ ذاته فينا .
يجب أن تكون صلواتنا مؤلّفة من كلمات مضطرمة ، منبعثة من أتون قلوبنا المليئة بالحبّ. في صلواتك ، تَوَجَّه إلى الله بخشوع كبير وبثقة كبيرة . لا تتثاقل، ولا تتسرّع ، لا تصرخ ، ولا تستسلم للبُكم ، إنّما بتقوى ، بعذوبة كبيرة ، بكلّ بساطة ، دون أيّ تأثير ، قدّم كل يوم وفي كل دقيقة وكل لحظة تسبيحك لله من كلّ قلبك وكلّ نفسك .
وأخيرًا ، دَع حُبّ الله يمتلك لِمَرَّةٍ قلبك كاملاً ، وَدَع هذا الحبّ يصبح في قلبك طبيعته الثانية ، لا تسمح أن يدخل قلبَك شيءٌ معاكس لذلك ، دَعهُ يطابق دائمًا نموَّ هذا الحُبّ بالبحث عن إرضاء الله في كلّ شيء ، ودون رفض أيّ شيء له . دَعهُ يَقبَل كلّ ما يجري له كأنّه آتٍ مِن يَد الله . اجعله يكون مُصَمِّمًا عدم ارتكاب أيّ خطيئة إراديًّا أو طَوعيًّا – أو، إذا فَشِل ، اجعله يتواضع ويتعلّم النهوض في اللحظة ذاتها . فمثل هذا القلب يُصَلّي باستمرار .
من كتاب : ” ما من حُبٍ أعظم ” للقديّسة تيريزا الكالكوتيّة ( ١٩١٠ – ١٩٩٧ ) مؤسسة الأخوات مرسلات المحبّة . المطران كريكور اوغسطينوس كوسا اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك