تأمل الأحد ١٨ سبتمبر / ايلول ٢٠١٦
” أَنتُم مِن أَسفَل ، وأَنا مِن عَلُ . أَنتُم مِن هذا العالَم ، وأَنا لَسْتُ مِنَ العالَمِ هذا “
( يوحنا ٨ : ٢٣ )
” تأمل عن يسوع ابن الآب الوحيد “. للقديس نرسيس شنورهالي ( ١١٠٢ – ١١٧٣ ) ، كاثوليكوس الأرمن
أيُّها البريء الواقف أمام المحكمة بسبب الخطيئة من أجل المحكوم عليه ،
لا تحاكمني مع هذا الأخير عند مجيئك الثاني مع مجد الآب .
لقد هزئوا منكَ وبصقوا عليكَ مدنّسين قدسيّتكَ ،
لأنّ عار الإنسان الأوّل يعلو وجوهَهم ،
أُمحُ عار الخطايا الذي يلطّخ إنسانيّتنا
والذي كسيتُ به وجهي …
لقد ارتديتَ أنت القرمزيّ من جديد،
ولبستَ الرداء الأحمر،
لتجلب عليك الخزي والعار
كما كان يعتقد جنود بيلاطس البنطيّ ” فجرَّدوه من ثيابه وجعلوا عليه رِداءً قرمزياً “. ( متى٢٧ : ٢٨ ) .
انزع عنّي ثياب الخطيئة ،
القرمزية اللون، الملوّنة بلون الدّماء ،
وألبسني رداء الفرح
الذي ألبسته للإنسان الأوّل .
كانوا يسخرون منك وهم جاثون على ركبهم ،
كانوا يزدرونك وهم يمرحون ،
أما الجيوش السماوية فكانت تهيم بما تراه وتقدّم العبادة بخشية ووقار .
تعرّضتَ لكلّ ذلك لكي تغسل طبيعتنا ، طبيعة آدم
من العار الذي لا يفارق صديق الخطيئة ،
ولكي تمحوَ من نفسي ومن ضميري العار المجبول بالحزن …
على جسدك بأكمله ،
وعلى أطرافك كلّها
تلقّيتَ ضربات الجلد المروّعة
بعدما صدر حكم القاضي .
أنا الذي أعاني من رأسي إلى أخمص قدميّ
من آلام لا أحتملها ،
اشفني من جديد، مرّة أخرى ،
كما بنعمة مياه المعمودية .
لقاء شوك الخطيئة التي أنبتتها اللعنة ،
وضع الكرّامون في أورشليم إكليل شوك على رأسك ” وكلّلوه بإكليلٍ ضَفَروه من الشوك ” ( مرقس ١٥ : ١٧ ) .
اقتلِع منّي شوك الخطيئة
التي غرسها فيّ عدوّي ،
واشفني من آثار ذلك الجرح
لكي تزول عنّي ندوب الخطيئة .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا.
اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك