للأب هاني باخوم
اعتقدت خطأ أن بنهاية كلماتي عن سفر نشيد الأناشيد انتهت قصة الحبيبة. فهي وجدت الحبيب وهي معه الآن وتتنعم. اختارته وترك كل شيء من اجلها وانتهى الأمر. إلى ان قال لي عزيز: أتشعر بتلك الحبيبة في مكان أخر. فقلت: أين؟ فقال لي مع كل استغرابي وتعجبي منه : السامرية. جعلني اغرق في أفكاري ذهبت وبدأت أقراء هذا النص من جديد ومن جديد إقراءه، فوجدت…. نعم وجدت تلك الحبيبة وكأنها هربت من سفر نشيد الأناشيد، تخطت الزمان وسمت عن المكان وها هي من جديد هنا عند بئر يعقوب ببلدة سيخار.
غريب موقع هذا البئر. يقع في وادي سيخار بين جبيلين: جرزيم وعيبال. جبل عيبال وعليه وقف بنو إسرائيل بعد أن عبروا الأردن، وأقاموا مذبحًا من الحجارة، إطاعة لأمر موسى الذي أمرهم بإقامة حجارة كبيرة وتشييدها هناك، ليكتبوا عليها كلمات الناموس (تث 27: 1ـ 8). فهو الجبل الذي يمثل الطاعة للشريعة ولكلمات الرب. هو الجبل الذي اختاره الشعب كي يعلن ان الرب هو سيده الوحيد.
والجبل الاخر جرزيم، جبل صخري منحدر، خطر ومخيف لحد كبير، وهناك حسب التقليد اليهودي يوجد هيكل منافس لهيكل الرب في اورشليم بناه حما منسى السامري لان الاخير تزوج من ابنته الغريبة وهذا امر ممنوع حسب الشريعه، فمنعه الكهنة من دخول اورشليم فخاف حماه ان يترك منسى ابنته وبنى له هيكل مماثل كي لا يشعر بالفرق. أي كي يستمر في ارضاء ضميره مع انه مع تلك الغريبة.
نعم بين هذين الجبلين توجد سيخار، يوجد بئر يعقوب، توجد تلك السامرية، تلك الحبيبة. تستقى المياه ولكن بعد ذلك الى اين ستتجه، اعتادت بعدها ان تعود لبيتها للزوج الذي ليس بزوجها. تعود لجرزيم.
نعم بئر يعقوب، هو بئر للمياه نستقى منه الحياة، وبعده الى اين سنذهب. عند هذا البئر وجدت نفسي ووجدتك معي، هناك نرتوي وارتوينا ومن بعده الى اين؟ نعم وجدت تلك الحبيبة بين الجبيلين، بين القرارين، فماذا ستفعل. وماذا سنفعل؟ اعتادت جرزيم، لكن هل هذا اليوم سيتغير شيء. هل هناك بداية جديدة؟ اهناك من ينتظرنا؟
هذا ما سنراه في الكلمات القادمة
ايام مباركة….