” يا مريم العذراء : إرفعي قلبي مَعَكِ في مجدِ إنتقالِكِ “
” يا مريم العذراء : إرفعي قلبي مَعَكِ في مجدِ إنتقالِكِ “
اليوم التاسع والعشرون :
قوة العذراء مريم في إهتداء برونو كوناشيول
برونو كورناشيول ، أبرز مضطهدي الكنيسة وأصبح من أبرز المدافعين عن الإنجيل المُقدّس ومريم العذراء .
كان برونو يكره الكنيسة والبابا حتى إلى اليوم الذي ظهرت عليه العذراء مريم في مغارة النوافير الثلاث في روما في أبريل / نيسان من العام ١٩٤٧.
ما كان شيئاً ليوحي بأن برونو كورناشيول (١٩١٣ – ٢٠٠١) سيعتنق المسيحيّة يوماً . فكان هذا الإيطالي قد طوّر بتأثيرٍ من أحد الأصدقاء الألمانيين الملحدين كرهاً كبيراً تجاه الكنيسة والبابا الذي كان يعتبره سبب كل المشاكل في العالم . لم يتردد في رمي صور القديسين التي وضعتها زوجته في المنزل والصليب ومنع أطفاله بطبيعة الحال المشاركة في دروس التعليم المسيحي .
نعود الى أبريل / نيسان من العام ١٩٤٧، الى موقع ما يُعرف بالنوافير الثلاث ، على مقربة من بازيليك القديس بولس . كان برونو يتنزه ويحضر نفسه لكتابة مقال ضد العذراء مريم في حين كان أولاده الثلاث يلعبون بالطابة .
قلق لأنهم لم يعودوا ، فبدأ بالبحث عنهم ليجدهم عند مدخل مغارة ، وجوههم شاحبة منحنين في وضعيّة صلاة فبدأوا يقولوا الواحد بعد الآخر : “يا أيتها السيدة الجميلة ، يا أيتها السيدة الجميلة ” وهم ينظرون الى داخل المغارة . أنزعج برونو أولاً قبل أن يقرر دخول المغارة وبدأ يصرخ هو أيضاً : ” يا أيتها السيدة الجميلة، يا أيتها السيدة الجميلة ” .
اندهش فجثا على ركبتَيه فبدأت العذراء تتكلم معه مباشرةً : ” أنت تتضطهدني ، توقف فوراً ! عُد الى مهدِكَ (…) فصلي واتلو يومياً الورديّة من أجل اهتداء الخطأة والمشككين ومن أجل وحدة المسيحيين ” .
تابع برونو بنظره يد السيدة اليسرى التي دلته على شيء عند قدمَيها يُشبه الوشاح الأسود مع صليب مكسور .
طلبت منه العذراء توخي الحذر وقالت له ان ” العلم سوف ينكر اللّه ” قبل أن تُملي عليه رسالة لينقلها مباشرةً إلى الحبر الأعظم . سلّمته العذراء توقعات كثيرة حول الكنيسة والإيمان وأنّ : ” هناك من لن يصدقكَ وانت تتحدث عن هذه الرؤية لكن لا تيأس أبداً ” .
وعرّفت العذراء مريم في نهاية اللقاء بنفسها وقالت إلى برونو :
“ أنا هي الموجودة بين الأقنوم . أنا عذراء الوحي . أقول لك الآتي قبل أن أرحل : إن الوحي هو كلام اللّه وهذا الوحي يتحدث عني ” .
طبع برونو في اليوم نفسه الآتي على الصخر :
” في هذه المغارة ، ظهرت عليّ العذراء مريم فدعتني بمحبة إلى دخول الكنيسة وقبول الإيمان المسيحي … ”
هكذا تم اهتداء برونو كورناشيول الذي توّجه مباشرةً إلى روما من أجل طلب السماح من البابا بيوس الثاني عشر الذي كان يريد أن يوماً أن بقتله ذبحاً بالسكين وقال له : ” أيها الأب المقدس ، هذا هو السكين الذي قتلت من خلاله عدداً كبيراً من النفوس (…) و الذي كنت أعتزم من خلاله قتلك . هذا هو السكين المحفور عليه : ” موت البابا ” .
فأجابه البابا قائلاً : ” يا ابني بقتلي لا تعطي سوى شهيداً جديداً للكنيسة وللمسيح انتصاراً . إن أفضل مغفرة يا بني هي التوبة … ” .
والتقى برونو بعد ما يقارب الثلاثين سنة ، في العام ١٩٧٨، بقداسة البابا يوحنا بولس الثاني الذي قال له : ” رأيت أُم اللّه، ستصبح إذاً إنساناً مدعواً للقداسة ” .
وظهرت العذراء مرّةً جديدة على برونو في ٢٣ فبراير ١٩٨٢ وتطلب منه بناء مزار على شرفها لكي تجد فيه النفوس العطشى لمعرفة الله والمسيح وتعاليمه ، ولتوبة الخطأة والمتعبين والبسطاء ، المحبة والتفاهم والعزاء : أي : ” المعنى الحقيقي للحياة ” . هنا في هذا المكان ظهرت العذراء مريم أكثر من مرّة ، فلتكن مزاراً لتوبة الخطأة وإهتداء الملحدين .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك