بداية حياةٍ جديدة ، حياة القداسة بالمسيح يسوع ..
ولمَّا ٱعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ ، وٱعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا ، وكانَ يُصَلِّي، ٱنفَتَحَتِ السَّمَاء ، انفتحت السماء ، ونزلَ الروحُ القُدُسُ عليه في صورةِ جسمٍِ كأنهُ حَمَامَة ، وأتى صوتٌ من السماءِ يقول : ” انتَ ابنيَ الحبيب ، عنكَ رَضِيت ” ( لوقا ٣ : ٢١ – ٢٢ )
لقد تلألأ المسيح بالمعموديّة ، فلنتألّق معه نحنُ ايضاً .
لقد نزل في الماء ليقدّسنا ، فلننزل معه لنعود فنصعد معه أنقياء وبلا عيب … كان يوحنّا يُعمّد واقترب يسوع : ربّما ليُقدّس الذي سيعمّده ، و بدون شكّ حتّى يدفن آدم القديم في المياه . ولكن قبل ذلك ومن أجل ذلك ، قدّس نهر الأردن . وبما أنّه روح وجسد ، أراد أن يبتدئ بالماء والروح … ها هو يسوع يخرج من المياه ، إنّه في الواقع يحمل العالم ويخرجه معه . ” وبينما هو خارجٌ من الماء رأَى السَّمَواتِ تَنشَقّ ، والرُّوحَ يَنزِلُ علَيه كَأَنَّهُ حَمامةَ ” ( مرقس ١: ١٠ )،
تلك السموات التي أغلقها آدم له ولذرّيته عندما طُرد من الجنّة التي أقيم لحراستها . لقد أكّد الروح ألوهيّته ، لأنّه أسرع نحو مَن هو من طبيعته نفسها . لذلك سُمع صوت من السماء ليشهد للذي جاء منها ، وتحت شكل حمامة أكرمت الجسد، لأنّ الله بإظهاره نفسه في مظهر جسد، أَلَّهَ الجسد أيضًا . لذا، وقبل عدّة قرون ، أعلنت حمامة البشرى في نهاية الطوفان ( تكوين ٨ : ١١ ) وبداية حياةٍ جديدة ، حياة القداسة بالمسيح يسوع ..
لنكرّم اليوم ظهور واعتماد المسيح ، ولنحتفل بدون عيب … كونوا أنقياء ، ونقوّا أنفسكم أكثر . لا شيء يفرح الربّ أكثر من إستقامة الإنسان وخلاصه ، هذه خلاصة هذا السرّ : ” كونوا بلا لَومٍ ولا شائبة وأَبناءَ اللهِ بِلا عَيبٍ في جِيلٍ ضالٍّ فاسِد تُضيئُونَ فيهِ ضِياءَ النَّيِّراتِ في الكَون ، متمَسِّكين بكلمةِ الحياة ” ( فيليبي ٢ : ١٥ – ١٦ ) ، كونوا قوّة حيويّة للآخرين. وكأنوار مثاليّة تساعد النور الكبير ، تعلّموا عيش حياة النور التي في السماء ، واستنيروا بوضوح أكبر وببهاء أكبر بالثالوث الأقدس .
+ المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك