رسالة الصلاة لشهر يونيو 2018 – رقم 83
No tags
شهر قلب يسوع
وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ (إنجيل متى 11: 29)
أوحى الله الينا منذ عهد مديد بأن له قلباً. أجل ان لله قلباً، وقد سمعنا بذلك إذ يقول في الكتاب المقدس عن داؤد عبده: “انه رجل مثل قلبه” (1 صمو 14:13) وأعلن لسليمان الملك يوم تدشينه هيكل اورشليم الفخم: “ان قلبه يكون فيه كل الأيام” (1 ملوك 3:9) فأراد الله ان يعبر بهذا الإسم عن ارادته وعواطف حبه غير المتناهي. ولكن جل اسمه لم يكتف بهذا التعبير بل أراد ان يكون لكلمته الأزلية قلب منظور، قلب مُجَسّم بحيث انه يقدر في كلامه للبشر ان يقول لهم نظير أيوب الصديق: “وأنا أيضاً لي قلب مثلكم” (ايوب 3:12).
لتصل في صلاتك لقلب يسوع:
1- اختر أفضل أوقات اليوم ومكان هادئ ومناسب لتخصيص وقت أطول للصلاة وقراءة الكتاب المقدس. و لا تنسَ ان تشمل صلاتك كل أنواع أو عناصرالصلاة (شكر، التواضع، طلب غفران، الصلاة باسم يسوع، الايمان).
2- خصص وقتاً منتظماً للصلاة يومياً فتُصبح الصلاة متعة وعادة. ومن المفيد أن تسجل طلبات الصلاة بطريقة ما (مع تاريخ الطلبة…. وتاريخ الاستجابة).
3- اقرأ فى الكتاب المقدس ثم صلِّ ثم واصل القراءة، وهكذا، لأن الكتاب المقدس يرشدنا للصلاة الصحيحة، بحسب فكر وتعاليم الله.
عمق صلاتك بقلب يسوع :
“ما كان الآباء يتلون عبارات الصلوات بطريقة سطحية سريعة، بل كما قال مار اسحق عن صلواتهم: “من حلاوة الكلمة في أفواههم، ما كانوا يستطيعون بسهولة أن يتركوها إلى كلمة أخرى.” كانوا يصلون بفهم، يغوصون إلى أعماق المعاني في تأمل، يعطون صلواتهم روحًا وحرارة وعمقًا. وفي هذا تختلط مشاعرهم بعبارات الصلاة، فتصدر الكلمات من قلوبهم، ولا يهتمون بطول الصلوات أو بكثرتها، وإنما بما فيها من تأمل وعمق. وهكذا قال مار اسحق لمن يريد أن يسرع في صلواته ليتلو أكبر عدد من المزامير: “إذا حوربت بهذا، فقل: أنا ما وقفت أمام الله لكي أعد ألفاظًا.” نفس الكلام نقوله أيضًا عن الترتيل والتسبحة.. وبخاصة التراتيل التي لها روح الصلاة.. مثل ترتيلة “مراحمك يا إلهي كثيرة جدًا”.. ومثل تسبحة “يا ربى يسوع المسيح، مخلصي الصالح”. حقًا إن الذين يسرعون في صلواتهم وتسابيحهم، إنما يفقدون عمقها وتأملاتها. وتتحول من كونها صلاة، لتصبح مجرد تلاوة…..”
صلي هكذا :
قل له: أعطني يا رب أن أصلي كما تحب. أعطني خلوة حلوة معك…… أعطني الحب الذي احببتني به فأصلي….أعطني الحرارة الروح فأصلي، وأعطني الدموع والخشوع ….. أنا يا رب لا أعلم كيف أصلي فعلمني …. وامنحني المشاعر اللائقة بالصلاة، وتحدث أنت معي يا رب فأحدثك ……
الصلاة اليومية امام قلب يسوع الاقدس
يا يسوع، أنت ذو القلب الشفيق، الكلي الجودة و الصلاح. أنت تراني وتحبني.
أنت رحيم و غفور، إذ لا يمكنك أن ترى الشقاء دون أن ترغب في مداواته،
ها إني أضع كل رجائي فيك، وأثق أنك لن تهملني، وأن نعمك تفوق دائماً آمالي.
فحقق لي يا يسوع، جميع وعودك، وامنحني النعم اللازمة لحالتي،
وألق السلام في عائلتي، وعزني في شدائدي، و كن ملجأي طيلة حياتي و في ساعة موتي. إن كنت فاتراً في إيماني فإني سأزداد بواسطتك حرارة. أو كنت حاراً فاني سأرتقي درجات الكمال.
أنعم علي يا يسوع بنعمة خاصة ألين بها القلوب القاسية، و أنشر عبادة قلبك الأقدس.
واكتب اسمي في قلبك المعبود، كي لا يمحى إلى الأبد.
وأسألك أن تبارك مسكني حيث تكرم صورة قلبك الأقدس.
الاب / بيوس فرح ادمون
فرنسيسكان – مصر