أنتم نور العالم – الاب وليم سيدهم
No tags
أنتم نور العالم
تأمل الاب وليم سيدهم
من أنا نور العالم فى يوحنا الى انتم نور العالم فى انجيل متى ، إن وظيفة النور هى التمييز بين الأشياء التى نراها بأعيننا المجردة. إن الظلمة تحول كل الموجودات من حولنا الى كائنات غير مرئية، لا، بل توحد الوجود فى مجرد كتلة سوداء طمست معالم الاشجار و الأنهار و الطيور و الحيوانات و البشر – الجميع فى الظلمة غير موجود أى غير منظور- ربما نستطيع الإصغاء إلى صوت الحمير أو مأمأة القطط أو نباح الكلاب أو زقزقة العصافير. و لكن عبثاً أن نرى في الظلام كائناً متميزاً.
لذلك “النور” حيث شعار الشمس أو ضياء المصباح يعطى لكل موجود صورته الفعلية و إن وجدت الظلال فهى تزيد المشهد جمالاً، ونور الشمس أو القمر هو المثال الذى يتحدث عنه المسيح حينما يقول “أنتم نور العالم”.
نعم حينما يبصر الإنسان بعينيه الكون، و حينما يميز بين الموجودات يستطيع أن يفكر بعقله فى كيفية التعامل معها ، كما يستطيع أن يقيم علاقات سوية مع أخوته بنى الانسان ، “نور العالم” هو الشعاع الصادر من القلب و العقل الذى يفحص و يدقق فى كيف يفعل و يغير و يقوم و يقيم و يقرر المطلوب فعله بشكل جيد و مريح و مفرح و متفاعل مع من حوله.
نحن نتحدث عن العقل “المستنير” و القلب المستنير و الإنسان المستنير لتقابله بالعقل “المعتم” “المنغلق” “المغلف”، فهناك فرق شاسع بين إنسان يدعو للحياة و يحافظ علي الحياة و يزرع الحياة و آخر أفعاله تؤدى إلى الموت و الضلال و الكذب و النفاق.
هذا النور الذى جاء به يسوع المسيح من خلال تجسده و حياته و قيامته للبشر هو مصدر الإستنارة للمؤمن المسيحى. كما يصبح القرآن و الزبور و الكتابات البوذية و الصينية …الخ مصدراً للأنوار التى يتلقاها المؤمنون مهما اختلفت عقائدهم.
ولكن مهلاً إن هذه المصادر تتنوع و لكن لا تكتسب نفس الأهمية عند كل المؤمنين. فهى تنير المؤمن بها خاصة و قد تفيد الآخرين. فهى تتنوع و لا تتساوى لدى الجميع.
يقول يسوع في مثل “المولود أعمى” جئت لكى يبصر العميان و يفقد البصر المبصرون، قال هذا قاصداً الفريسيين الذين يدعون أنهم المبصرون الوحيدون لأنوار الله. بينما عميت عيونهم عن رؤية “ابن الله” و كلمته يسوع المسيح.
و في بداية انجيل يوحنا يتحدث عن الكلمة التى صارت جسداً و جاء بالنور لكن الظلمة لم تدركه أما الذين قبلوه فجعلهم ابناء الله.
نعم نحن نور العالم حينما نتعامل مع العالم من منطق تغييره إلى أفضل ، حينما نكتسب يوماً فيوماً أرضاً جديدة من العالم نفرح بنور الحقيقة ، و جمال النور الحقيقي.