كثيرُ من الذكريات والعِبَر التي تجعلنا نتأمّلها في حال هذه الدنيا وبُطلانها ومفاجآتها منها التواضع فيذكر الإنسان كلمة الكتاب المقدس “إنك تراب وإلى التراب تعود” (تكوين 3/19).
لن تطول الحياة، ومهما طالت فحسب داود النبي ” أيام سنينا سبعون سنة وإذ كنّا أقوياء فثمانون وجلّها عناء وشقاء تمر سريعا ونحن نطير” (90/10). لا نريد أن نرتكب حماقة الغني الجاهل، فإذا كان غنيّاً بحكمة البشر، فهو جاهل بحكمة الله. هو جاهل لأنّه تصرّف تصرفاً شائناً وخاطئاً مع نفسه، مع الآخرين ومع الله. هو جاهل لأنّه لم يحسب حساباً لكل شيء، وللشيء المهمّ. فقد فكّر في توسيع المخازن وليس في توزيع الفائض. فماذا سيفيده هذا التكديس في الصناديق والمخازن في لحظة الموت. لقد نسي أنه سيموت, “ففي هذه الليلة ستؤخذ نفسك“.. ويوجد تشبيه للقّديس باسيليوس عن هذا الغنيّ الجاهل فيقول: “إن الحيوانات هي أرحم منه لأنّها تقبل شركة في المرعى وفي الماء وفي السكن. بينما هذا الغنيّ، فهو رافض للشركة والقسمة”. فالفقير الحقيقي الذي يستحق أن نحزن عليه هو الذي غاب الله عنه. أما الغني الحقيقي هو الذي أمتلك الله واستحق أن يفوز بالحياة الأبدية.