تامل الاحد الاسبوعى مع الاكليريكى ميشيل الفى
تامل الاحد الاسبوعى مع الاكليريكى ميشيل الفى
“وَلَدَنا بِقيامَةِ يَسوعَ المَسيحِ مِنْ بَينِ الأمواتِ وِلادَةً ثانِـيَةً لِرَجاءٍ حَيّ… أنتُم تُحبّونَهُ وما رأيتُموهُ، وتُؤْمِنونَ بِه ولا تَرَوْنَهُ الآنَ، فتَفرَحونَ فَرَحًا مَجيدًا لا يوصَفُ،” رسالة بطرس الأولى ١: ٣-٩
“وقالَ لهُم: «الحَصادُ كثيرٌ، ولكِنّ العُمّالَ قَليلونَ. فاَطلُبوا مِنْ رَبّ الحَصادِ أنْ يُرسِلَ عُمّالاً إلى حصادِهِ.” لوقا ١٠: ١-٢٠
الرجاء
في قراءات كنيستنا القبطية الكاثوليكية، تتلى علينا قراءات ملؤها وهدفها هو الرجاء .. فلا إيمان بدون رجاء، ولا حياة أبدية بدون إيمان المبني على الرجاء
فتعريف الإيمان ذاته يحتوي على الرجاء، “فالإيمانُ هوَ الوُثوقُ بِما نَرجوهُ وتَصديقُ ما لا نَراهُ،” كما تقول لنا الرسالة إلى العبرانيين.
والرجاء هو المثابر في الحياة الأرضية لنوال الحياة الأبدية وهذا ما يعلمه لنا قانون الإيمان
فنحن في حياتنا نعيش ونقاوم كل صعوبات الحياة بسبب الرجاء .. فالأب يربي ابنه لسنين طويلة على رجاء أنه ينشأ رجلا صالحا .. والزراع يزرع وينتظر على رجاء خروج زرعة جيدة صالحة مثمرة ثمر جيد … والخادم يخدم على رجاء إدخال مخدوميه في شركة حقيقية مع الله وبناء إيمان قوي لهم
هذا يعني أن من يزرع يجد.. فإذا زرعنا رجاء حصلنا خير وإذا زرعنا زؤان، زؤانًا حصدنا.
الرجاء الحقيقي يقف أمام أي صعوبات تواجهه،، فبالرجاء نخرج من هذه الصعوبات بخبرة جيدة مما يعطينا قوة لتكملة مسيرة الحياة، فنكون مؤهلين لغاية إيماننا وهو الخلاص للحياة الأبدية
من ينعم بالرجاء الحقيقي يراه الناس فيه فيمجدوا الله مانح الرجاء، فوقتها من يسمع للراجي يسمع للمسيح، ومن قبله قبل مع المسيح.. فالراجب هو انعكاس للمسيح وسط الآخرين.
الرجاء هو عدم التمسك بالأمور المادية والتعلق بها، بل هو التحرر من كل ما يعوق مسيرتنا نحو الله، فلا ننشغل بأمور كثيرة، بل تكون الحاجة إلى واحد
من ينعم بالرجاء ينعم بسلطان ، سلطان المسيح، فهو من يملُك ولا يُملَك.
من ينعم بالرجاء ينعم بالسلام فيستقبل الأمور ببساطة ويعرف أن الله لن يتركه
من ينعم بالرجاء ينعم بالفرح الحقيقي فرح النجاح.. فرح كفرح التلاميذ بأن الأرواح تخضع لهم باسم المسيح،، بل الفرح بأن أسماءنا كتبت في السموات. آمين
أحد مبارك للجميع