إنّ الله عندما خلق الكون أراده أن يكون مكاناً يلتقي فيه مع الإنسان بالحب. فكل شيء – دون استثناء- هو عطية لي من ذاك الذي أحبّني حبّاً كاملاً. كل شيء بالنسبة لي هو مساحة للالتقاء مع الله، وفرصة لإظهار الحب المتبادل، أو كما يقول أحد الكتَّاب الروحيين: ” كل مساحة منظورة لها عمق غير منظور يبلغ إلى أن يكون سراً”. لذلك فليس هناك ما هو خارج عنّي، فأنا بعلاقة مع الكل. فبدلاً من أن نصبغ صفة المادّية والجمود والموت على ما في هذا العالم، علينا أن نسكب الحب على كل ما يقابلنا ونلده من جديد من خلال النظر الروحاني العميق!! وهنا فقط يتحقّق الهدف الذي خلقنا له، وهو الدخول في شركة فرح مع الله. فالله على موعد دائم ومتجدّد مع خليقته. من هنا كان خلق الله للإنسان ليحيا معه في ديناميكية، ولكّنه أخطأ بعدم استماعه لوصية الله وذلك عندما أكل من شجرة معرفة الخير والشر. وحينما أخطأ وجبت عليه العقوبة لأنّ “أجرة الخطيئة هي الموت” (رو 6: 23) وهكذا “اجتاز الموت في جميع الناس إذ أخطأ الجميع” (رو 5 : 12). وتلوثت طبيعتهم الصالحة بالخطيئة، وأصبحت الخطيئة جزءاً من كيانهم وسكنت في أجسادهم.