الثلاثاء 14 آب/أغسطس 2018 الثلاثاء التاسع عشر من زمن السنة تذكار القدّيس مكسيمليان كولبه، الكاهن الشهيد متى ١٨ : ١ – ٥ ؛ ١٠ ؛ ١٢ – ١٤ وَفي تِلكَ ٱلسّاعَة، دَنا ٱلتَّلاميذُ إِلى يَسوع، وَسَأَلوه: «مَن تُراهُ ٱلأَكبَرَ في مَلكوتِ ٱلسَّمَوات؟» فَدَعا طِفلًا فَأَقامَهُ بَينَهم. وَقال: «ٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِن لَم تَرجِعوا فَتَصيروا مِثلَ ٱلأَطفال، لا تَدخُلوا مَلكوتَ ٱلسَّمَوات. فَمَن وَضَعَ نَفسَهُ وَصارَ مِثلَ هَذا ٱلطِّفل، فَذاكَ هُوَ ٱلأَكبرُ في مَلَكوتِ ٱلسَّمَوات. وَمَن قَبِلَ طِفلًا مِثلَهُ إِكرامًا لِٱسمي، فَقَد قَبِلَني أَنا. إِيّاكُم أَن تَحتَقِروا أَحَدًا مِن هَؤُلاءِ ٱلصِّغار. أَقولُ لَكُم إِنَّ مَلائِكَتَهُم في ٱلسَّمَوات، يُشاهِدونَ أَبَدًا وَجهَ أَبي ٱلَّذي في ٱلسَّمَوات. ما رَأيُكُم؟ إِذا كانَ لِرَجُلٍ مائَةُ خَروفٍ فَضَلَّ واحِدٌ مِنها، أَفَلا يَدَعُ ٱلتِّسعَةَ وَٱلتِّسعينَ في ٱلجِبال، وَيَمضي في طَلَبِ ٱلضّال؟ وَإِذا تَمَّ لَهُ أَن يَجِدَهُ، فَٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّهُ يَفرَحُ بِهِ أَكثَرَ مِنهُ بِٱلتِّسعَةِ وَٱلتِّسعينَ ٱلَّتي لَم تَضِلّ. وَهَكَذا لا يَشاءُ أَبوكُمُ ٱلَّذي في ٱلسَّمَوات، أَن يَهلِكَ واحِدٌ مِن هَؤُلاءِ ٱلصَّغار». تعليق على الإنجيل: القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 – 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة عظة حول المزمور 118 «وهكذا لا يَشاءُ أبوكمُ الذي في السَّمَواتِ أن يَهلِكَ واحِدٌ من هَؤلاءِ الصَّغار» تعال، أيها الربّ يسوع؛ ابحث عن عبدك؛ تعال في إثر خروفك المثقل والمتعب؛ تعال أيها الرَّاعي… بينما تتأخّر أنت في الجبال، ها هو خروفك يهيم ضائعًا: أتركْ التسعة والتسعين الذين هم لك وهلمّ في طلب الخروف الذي ضلّ. تعال من دون مساعدة أحد، من دون أن يُعْرَفَ أنّك آتٍ: إنّك أنتَ مَن أنتظر. لا تأخذ معك السوط، بل خذ حُبَّك؛ تعال إذًا مع عذوبة روحك… لا تتردّد، يا ربّ، في ترك الخراف التسعة والتسعين التي هي لك في الجبل؛ في القمّة حيث وضعتها أنت وحيث لا تستطيع الذئاب الوصول إليها… تعال إليّ، أنا التّائه بعيدًا عن القطيع الذي في الجبل حيث وضعتني من قبل، لكنّ ذئاب الليل جعلتني أترك حظيرتك. إسعَ في أثري يا ربّ، لأنّ صلاتي تسعى إليك. إسعَ في أثري، جدْني، أقِمني، إحملني! إنّ الذي تسعى في أثره، تستطيع أن تجده؛ والذي تجده، تَنَازَلْ يا ربّ وارفعه؛ والذي ترفعه، ضعه على كتفيك. الحِمْل الثقيل هذا، حِمل حُبِّكَ، لا يُشكّل عبئًا عليك، وبدون كلل تشكّل له أنت الجسر للعبور إلى الحياة. تعال يا ربّ، لأنّي رغم كوني تائهًا، فإنّي “لم أنسَ كلمتك” (مز 119[118]: 16)، ولا أزال أرجو الشفاء. تعال يا ربّي يسوع، فأنتَ وحدك قادر على أن تدعو خروفك الضالّ من دون أن تتسبّب بأيّ ألم للخراف الأخرى التي تركتها؛ بل بالعكس، ستفرح تلك الخراف لرؤية خاطئ يعود تائبًا. تعال أيّها الربّ يسوع، فيصير سلامٌ في الأرض وفرحٌ في السماء (راجع لو 15: 7). لا ترسل يا ربّ أحدًا في إثر خروفك التائه، إنّما تعال أنت. إرفعني في هذا الجسد الذي سقط مع آدم. وهذه الإلتفاتة منك إليّ ليست لابن حوّاء، إنّما لابن مريم، العذراء الطاهرة، عذراء بالنعمة بدون أي دنس خطيئة؛ ثمّ احملني إلى حيث صليبك الذي هو خلاص التائهين، ونبع الراحة الوحيد للمُتعبين، والحياة لكلّ مَن يموتون بالربّ.