والقدّيس باسيليوس، داعياً إلى فعل الرحمة في هذه الحياة عملاً بأقوال السيد المسيح في النص السابق، ويقول في هذا المضمار: “بعد أن أكون تمتعت، طيلة حياتي، بخيراتي، أتخلى عنها للفقراء، في آخر أيامي، بوصيّة رسمية، أصرّح فيها عن تخليّ بكل وضوح. إذاً، عندما لن تكون عائشاً بين الناس تصبح محبّاً لهم. عندما أراك ميتاً أستطيع أن أدعوك أخاً عطوفاً على البشر إخوتك … شكراً جزيلاً لكرمك. بعد أن رقدت في القبر وتحوّلت إلى التراب أصبحت كريماً ونبيلاً. قل لي، لأيّة مرحلة من حياتك تطلب المكافأة. هل لمرحلة هذه الحياة أم التي بعد الموت؟ عندما كنت في هذه الحياة كنت منهمكاً في الملذّات وإرضاء الشهوات، غير محتمل، حتى رؤية الفقراء، ولكن بعد الموت، ماذا تستطيع أن تفعل؟ أي جزاء يستحق عملك؟ بيّن أعمالك وطالب بأجرك! لا أحد يتاجر بعد أقفال السوق، ولا أحد يتوّج بدون اشتراكه في المباراة. ولا بطولة لمن لم يخض معركة وهكذا، بعد هذه الحياة لا مجال لأعمال التقوى”.