stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

أخبار الكنيسةروحية ورعويةكتابات القراء

أرنا الاب و حسبنا – الأب وليم سيدهم

1.4kviews

أرنا الاب و حسبنا – الأب وليم سيدهم

29/8/2018

أرنا الآب و حسبنا

من منا لا يريد أن يرى الله؟ من منا لا يتوق إلى رؤية الخالق؟ كلنا لصقت فى أذهاننا حينما كنا أطفال صورة ما للآب. وفيلبس الذى سمع عن الآب الكثير فى معاشرته للإبن الوحيد يسوع المسيح لم يستطع أن يكبت هذا السؤال المحير في قلبه و في لحظة إنفعال شديد بحب الآب قال ليسوع “إرنا الآب و حسبنا” فأجاب يسوع للفور “أنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟” .

ما معنى أن يكون الابن صورة للآب؟ و نتذكر الشاب الغنى الذى توجه ليسوع و لقبه “بالمعلم الصالح” فنهره يسوع و قال “لَيْسَ أحَدٌ صَالِحًا إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ” (مت17:19) (الآب) فيسوع يرفض أن يخلط الناس بين الابن و الآب. فبينما الابن اتخذ جسداً و صار بشراً فإن الكتاب المقدس لم يتحدث عن الآب إلا بصفته خالق كل شئ و أن الابن كان في حضن الآب قبل أن يتجسد و يؤكد إنجيل القديس يوحنا هذا المعنى فيما يقول في الفصل الأول “فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. ” ، ” وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ” .

و تتحدث الرسالة للعبرانين” اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ، الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي، صَائِرًا أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْمًا أَفْضَلَ مِنْهُمْ. لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضًا: «أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا»؟ وَأَيْضًا مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ” (عب 1 : 1-6) .

و لكن العهد القديم يقدم لنا عدة تجليات للآب دون أن تستطيع هذه التجليات أن تختزل هويته في مشهد واحد و من أشهر هذه التجليات هو مشهد العليقة التى تحترق و الذى خرج منها صوت ينادى موسى ليرسله إلى مصر و حينما طلب موسي من الصوت أن يعرّف نفسه     “هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟»فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ» و بعبارة أكثر وضوحاً ” هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.”.و هكذا تم الحدث المحورى في العهد القديم وهو عبور بنى اسرائيل من أرض العبودية إلى أرض الحرية على يد موسى النبي كليم الله.

كما تجلى الله مرات كثيرة في العهد القديم تحت صورة (عمود النار) الذى كان يرشد شعب بنى اسرائيل في الصحراء و كسحاب تطل لشعب الله في صحراء سيناء، ثم تطور تدخل الله في تاريخ البشر من خلال استخدام الملائكة، و الانبياء ليبلغ شعبه بكل ما يساعدهم على سلوك طريق الحق لخلاص أنفسهم.

و أهم هذه التجليات هى إرساله الملاك جبرائيل الى العذراء مريم ليبلغها بالحبل الالهى من الروح القدس لابنه الحبيب بأساليب مختلفة لا يمكننا أن نحيط بها.

و إذا كانت رؤيتنا ليسوع المسيح هى رؤية محسوسة بحكم تجسده من مريم العذراء فإن بعد قيامة يسوع من الأموات و تحول جسده الطاهر إلى نوعية من الحضور المتحرر عن كل قيود المادة فإننا نراه يعاتب القديس توما لعدم تصديق اخوته التلاميذ بإنهم رأوا الرب المقام من بين الاموات. و في محاولة فرد وجع المعنى يظهر القائم من الاموات لتوما و يريه آثار الجروحات الخمسة التى ميزت القائم من الاموات عن غيره إلا أن يسوع يقول لتوما “طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا” أى اننا اليوم على بُعد الفين سنة من قيامة المسيح فلو لم نصدق الذين رأوا و آمنوا في حينه فسنكون انقى اشقى الناس اجمعين كما يقول القديس بولس