عندما ركب الرّب يسوع السفينة مع تلاميذه، لم يكن يفكّر في هذا الصيد فحسب. لهذا السبب…أجاب الرّب على كلام بطرس قائلاً: “لا تَخَفْ! سَتَكونُ بَعدَ اليَومِ لِلبَشَرِ صَيَّاداً”. وعند هذا الصيد الجديد، ستكون الفعاليّة الإلهيّة حاضرة دون شك: إذ سيصبح الرُّسل أدوات لتحقيق الآيات الكبرى بالرغم من شقائهم الشخصيّ.
نحن أيضًا، إذا ناضلنا في كلّ الأيّام لبلوغ القداسة في حياتنا العاديّة، كلّ واحد منّا في شأنه في وسط العالم وبممارسة عمله، أتجرّأ وأقول أنّ الرب سيصنع منّا أدوات باستطاعتها أن تحقّق المعجزات، ومعجزات خارقة إن كان هناك حاجة. وقد نعطي النور للعمي. هل هناك من لا يستطيع أن يخبر ألف مثلٍ عن الطريقة الّتي حصل فيها أعمى منذ ولادته على البصر وتلقّى كلّ عظمة نور الرّب يسوع المسيح؟ وآخر أصمّ وآخر أخرس الّذين لم يكن باستطاعتهم، كأولاد الله، أن يسمعوا أو أن ينطقوا بكلمة واحدة…: كانوا يسمعون ويعبّرون مثل أناسٍ حقيقيّن… ” بِاسمِ يسوعَ المَسيحِ”، أعاد الرسل القوّة لكسيحٍ لم يكن باستطاعته أن يعمل أي عمل مفيد إذ قالوا له: “بِاسمِ يسوعَ المَسيحِ النَّاصِريِّ امشِ!” (أع 3: 6). وآخر ميتًا كان قد أنتن، سمع صوت الله، كما في أعجوبة ابن الأرملة في نائين: “يا فتى، أقول لك: قم!” (لو 7: 14؛ أع 9: 40).
سنعمل الأعاجيب كما فعلها الرّب يسوع المسيح، أعاجيب كما الرسل الأوّلون. ممكن لهذه الآيات أن تتحقّق معك، أو معي: لربّما كنّا عميان، أو صُمّ، أو مخلّعين، أو شعرنا بالموت، عندما انتزعتنا كلمة الله من انحطاطنا. إن أحببنا الرّب يسوع المسيح، إن تبعناه للخير، إذا بحثنا عنه وحده وليس عن ذواتنا، سنستطيع باسمه أن ننقل مجّانًا ما تلقيناه مجّانًا.