stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

ايليا النبي 10‏

999views

النبي الحقيقي

للأب هاني باخوم

حوريب، جبل الرب. المكان الذي يتقابل فيه ايليا مع الله. وهناك يقول له: “ما بالك هَهنا يا ‏ايليا؟” (1 مل 19: 13) وكأن الرب لا يعلم. ولم يقده هو ليأتي الى هنا!‏
فيرد ايليا ويقول بسبب غيرتي للرب، الكل تركك، لقد قتلوا انبياءك بالسيف والآن يريدون ‏قتلي. وبقيت انا وحدي (1 مل 19: 14). ايليا يعتقد انه وحده، يرى حالته ويعتقد انه هو ‏الوحيد الذي لا يزال تابعاً للرب. يرى نفسه وحيداً، لا احد يفهمه او يسنده. وحيد، او بالأحرى ‏مضطهد، الملكة تريد موته والشعب يلعنه، اصبح عاراً، مرذولاً ووحيداً. فماذا يردُّ عليه ‏الرب؟
الرب يأمره بشيء جديد، لا يقول له انت محق او اخطأت. يقول اذهب وامسح حزائيل ملكاً ‏على ارام وياهو ملكاً على اسرائيل واليشاع نبياُ مكانك. اذهب، يقول له الرب ، لست وحدك، ‏انا اعددت بقية وهي التي ستكمل رسالتك. مهمة النبي الحقيقية لا تنتهي بنهايته بل تبدأ عندما ‏يثبَت ويَمسح من يختاره الرب ليكمل ما بدأه.‏
ايليا يصل الى عمق رسالته. عندما يرى مشيئة الرب ويتبعها حتى في اختيار شخص مكانه. ‏هذا هو النبي الحقيقي، انه الذي يستمع الى الرب في قلب الأحداث ويعي مشيئته. هو الذي ‏يفهم ان الرب يعمل ايضاً خارجاً عن اطاره الشخصي ويقيم اشخاصاً لا يعرفهم ليكملوا ‏رسالته. النبي الحقيقي لا ينغلق على افكاره ومعتقداته واسلوبه الشخصي بل يسمع الرب في ‏التاريخ، في الكنيسة. هو الذي يفتح عينيه ويرفع راسه كي ينظر ابعد من محيطه، فيرى عمل ‏الرب الذي يفوق تصوره فيتبعه. الرب يقول لإيليا اذهب سترى اني اعددت بقية؛ بقية ستحمل ‏وعد الخلاص للتمام. نعم! من هذا الأمل سيخرج المسيح. نحن نعلم ذلك ورأيناه لكن على ايليا ‏ان يصدق هذا دون ان يراه؛ من هذا الشعب الذي تبع بعل الرب، يحضر بقية ليتمم خلاصه.‏
ايليا هو كلمة قوية لكل من يشعر بأنه وحيد؛ لا يرى املاً، ولا مخرجاً، لا يرى سوى الدمار او ‏يرى فقط الأنبياء الذين يسقطون بالسيف. ايليا كلمة قوية لكل انسان في واقعه، يتألم ولا ينتظر ‏الفرج، لانه وحيد ولا فرج؛ لكل شخص يجد نفسه مغموساً في واقع يفوقه ولا يجد حلاً او ‏املاً. الرب قادر وبالفعل يعمل وما علينا الا ان نستمع اليه ونرفع اعيننا الى ابعد مما تعودنا ‏ان نراه. حتى وان كان الواقع من حولنا يقنعنا بأن لا خلاص، وان كل ما تسلمناه ما هو الا ‏كلمات. الرب يقول لإيليا لا تصدق، انا اعددت بقية.‏