stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

‏”فأنتبهوا كيف تسمعون كلام الله”‏ – الأب وليم سيدهم

801views

كيف؟ أو أزاى؟ أو ما معنى؟ نفهم كلام الله؟ إن الله يتحدث إلينا بلغتنا فهو يحترم قواعد النحو ‏والصرف و يستخدم أساليب متنوعة ليبلغنا الرسائل التى يود إرسالها الينا.‏
و “المثل” هو نوع أدبى متفرد استخدمه يسوع لكى ندرك من خلاله رسائله المختلفة من ‏رسالة اطمئنان أو رسالة تدعو إلى التوبة أو تدعو إلى الفرح أو تدعو إلى الثقة في ‏كلمته…الخ.‏
هذه الرسائل مغلفة فى لغة كانت فى الأصل آرامية أو يونانية أو عبرانية. ثم ترجمت بواسطة ‏متخصصين الى اللغة العربية. و تعريف المثل هو : حدوتة تحضن قيمة معينة أو أكثر من ‏قيمة علينا أن نطبقها على أنفسنا لكى نكتشف بأنفسنا هل نحن نمتلك هذه القيمة أم لا؟ هل ‏علينا أن نعدل من سلوكنا لكى نكتسبها أم نعزز سلوكنا لكى نحافظ عليها.‏
إن الإنتباه الذى يطلبه المسيح ممن يصغى إلى كلامه هو إيقاظ حواسنا و عقلنا ووجداننا لكى ‏ندرك أين نحن مما يطلبه يسوع. و هنا فإن الانتباه يجعلنا نستخدم المنهج الأمثل فى فهم و ‏إدراك رسالة يسوع المغلفة في هذا المثل أو في بقية الأمثال.‏
تأتى هذه الجملة بعد أن يشرح يسوع مغزى مثل “الزارع” و نجد كلمة “مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ ‏فَلْيَسْمَعْ” “لَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجًا وَيَضَعُهُ فِي خِفْيَةٍ، وَلاَ تَحْتَ الْمِكْيَالِ” الانتباه إلى كلمة الله ‏يعنى أن هذه الكلمة معروضة على الجميع إنها السراج المنير الذى تغلفه كلمات الحياة فهى ‏تضئ كل ما خفى من مكامن النفس البشرية كما تنير عقله و قلبه.‏
ورغم أن يسوع يعاتب المؤمنين به برفق إن أبناء الظلمة أحكم من أبناء النور “فأنه وعد و ‏أوفى” وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، ‏وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ” ، وبالتالى فإن المؤمن الحقيقى لن يتحجج بتقصير الله فى ذاته فى ‏إضاءة الطرق الملتوية و المتعرجة التى يسلكها شياطين هذا العالم و سلاطينه.‏
ولأن هناك تحذير واضح من القديس بولس أول مؤمن يتجشم مصاعب و منحنيات الرسالة ‏إن من ظن أنه قائم فليحذر لأن يسقط”. كما أن المسيح نفسه يقول “متَى خَرَجَ الرُّوحُ النَّجِسُ ‏مِنَ الإِنْسَانِ، يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ يَطْلُبُ رَاحَةً، وَإِذْ لاَ يَجِدُ يَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي ‏الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ‎.‎فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ مَكْنُوسًا مُزَيَّنًا‎.‎ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ، ‏فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ، فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذلِكَ الإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ‎!‎‏”.‏
وهكذا فإن “الانتباه” واجب في كل الأوقات و السهر على انفسنا مطلب ايمانى لكى نتغذى ‏على كلمة الله الحية و نفتح نوافذنا الى عمل الروح فيغذى فينا روح المقاومة و يحفظ مناعتنا ‏الروحية.‏
مع المرنم نقول “إِنَّمَا هُوَ صَخْرَتِي وَخَلاَصِي، مَلْجَإِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ‎”.‎