نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
الصليب في حياتنا
المسيحية و الصليب
3- الصليب وثماره
الصليب هو أقوى حدث في حياة السيّد المسيح بالرغم من أنّه أضعف موقف من مواقف الرب على الأرض، فهو كما يقول القدّيس بولس الرسول “صُلب من ضعف” (2 كو 13/ 4)، تلك هي لحظة الإخلاء العظمى التي بلغ فيها المسيح أقصى حدود الهوان عندما علّق على خشبة الصليب. لأنّه معروف أنّ كل من يُعلّق على خشبة هو ملعون بحسب الناموس القديم (تث 21/ 23)، لذلك يقول بولس الرسول إن المسيح – بسبب الصليب- “صار لعنة لأجلنا وخطيئة لكي نتبرر به” (غل 3: 3). لذلك عندما نتأمّل الصليب، نتأمّله كقوّة محولّة، حوّلت الموت إلى حياة. فبموت المسيح على الصليب تمَّت عودة الله إلى ذاته، حيث أعطى ذاته لكي ينهض الإنسان ويخلّصه. هذا هو الحب في شكله الأكثر تأصّلاً. فالنظر المتَّجه نحو جنب المسيح المطعون، الذي يتحدث عنه يوحنا (را 19: 37)، يحوي نقطة انطلاق إلى رسالة الصليب: رسالة الحب والتضحية، رسالة الإيمان والرجاء، رسالة الإخلاء والفداء، فكل هذا يدخل في أطار أنّ “الله محبة” (1 يو 4: 8).