نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
طريق الجلجلة
الصليب خشبة الحياة، هو بحسب فعله السرّي في كيان الإنسان والجسد مُحي حقاً، فإذا استطعت أن تحتوي كلمات يسوع على الصليب في قلبك كهديّة حياة من السماء، فلا الباطل الذي في العالم يستطيع أن يغشاك ولا ظلمة العالم تستطيع أن تطفئ نور الحياة في داخلك، ولا أي ضيق في العالم أو خطيئة تستطيع أن تقيّدك أو تربطك. هذا لو قبلت الصليب وكلماته المحيية كقوّة غلبة وخلاص في شخص المسيح المصلوب. وهذه هي حقيقة الإنجيل كلّه: قوّة الله للخلاص”، وقوّة الله للمحبة، ورحمة الله للرجاء، ومجد الله للإيمان. وهذه الحقيقة هي التي انكشفت لجميع الشهداء والقدّيسين, فاقبلوا حاملين الصليب بفرح من أجل ما وراءه من سرور ونصرة. من هذا ننطلق معا لنسير مع المسيح إلى طريق الجلجلة لنسمع الكلمات التي نطق بها على الصليب. فهو لم يتكلّم أثناء المحاكمات، ولا أثناء التعذيب والاستهزاء إلا نادراً. كان يغلب عليه الصمت … لقد تنازل عن حقّه الخاص، وكرامته الخاصة “فالمحبة لا تطلب ما لنفسها” (1كو 13: 5).