stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

‏”إِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا”‏ – الأب وليم سيدهم

1.3kviews

‏”خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمِ النَّارِ وَلَكَ عَيْنَانِ” إن حواس الإنسان ‏الخمسة هى الفتحات التى يدخل منها ضجيج الحياة إلى كيان الإنسان و لأن هذه الحواس ‏مجردة من العقل فهى قد تصبح الشرارة التى يتسلل من خلالها كوارث تجلب على حاملها ‏الدمار و التخريب.‏
فوظيفة العين مثلاً هى النظر على الجميل و القبيح الآدمى و الطبيعى و الحيوانى و الكونى، ‏انها مجرد عدسة تستقبل الضوء و ما يحمل من صور متعددة الرسائل. و لا يمكن أن نلوم ‏على جهاز النظر أى لائمة لأنه لا يستطيع أن يفرق بين ما هو خير و ما هو شر.‏
كذلك اللسان و حاسة التذوق و اللمس و الشم … الخ كلها أجهزة زود بها الخالق الإنسان ‏لكى يتواصل مع الآخرين و مع بقية الكون، إلى هذا الحد فإن كلمة “الشكوك” لايمكن أن ‏تنسب لهذه الحواس و الشكوك هو اتيان ما هو شئ و مذموم في سلوك الانسان.‏
إن الذى يميز ما بين نظرة جميلة و نظرة شريرة هو العقل و القلب. و تعرفنا الفلسفة أن ‏العقل هو مربط الفرس لأنه يستطيع أن يعطينا أحكاماً عقلانية صحيحة إن لم تفسده الحواس ‏العمياء نفسها.‏
لذلك يدعو السيد المسيح الإنسان أن يكون رقيباًعلى حواسه. وإن يتخذ كواقفاً جذرية منها ‏كلما سمحت بإدراك أى شئ لكى يوقف المخاطر التى قد تتسبب فيها هذه الحواس على ‏الإنسان نفسه أو على الآخرين.‏
و نذكر أن الدعوة لقهر الحواس موجهة للإنسان نفسه و ليس لللآخرين، لكى يكون رقيباً ‏على مداخل و مخارج إدراكاته و أحكامه.‏
وفى مناطق مختلفة غير الكتاب المقدس يدعونا إلا نكون سبباً فى تشكيك الآخرين فالقديس ‏بولس مثلاً يطلب من المؤمنين الأقوياء إلا يشككوا الضعفاء فيأكلوا اللحوم الوثنية مثلاً أمامهم ‏حتى إذا كان المؤمن القوى لن يتأثر بمثل هذه الممارسات.‏
و يسوع المسيح يحذر الكبار من تشكيك الصغار لدرجة أنه يحذر المشككين بأنهم : “خَيْرٌ لَهُ ‏لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحىً وَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ، مِنْ أَنْ يُعْثِرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ‎”‎‏ ، إن ‏التشكيك فى يقين الصغار و الكبار هو هدم لمعتقداتهم النظرية و النورانية التى تنير لهم ‏طريق الحياة فحينما ننزع عنهم هذا اليقين الإيمانى بمحبة الله و حنانه فإننا ننزع عنهم الدفة ‏التى توجه حياتهم كما لو نزعنا الدفة من السفينة فتصبح ميناء الهلاك بدلاً من مرفأ للخلاص.‏
و من الجميل فى الكتاب المقدس أن الله لا يفرض على أى لإنسان أى شئ إنما يبصره إلى ‏الإتجاه الصحيح فإن رفضه حق عليه أن يدفع الثمن باهظاً.‏