stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أنت من تحبه نفسى 11 ” نوم الحب “

955views

نوم الحب
نشيد الأناشيد

للأب هاني باخوم

‏ ونعود للنشيد، لهذا الحب، لهذا الذي يبحث عنه كل من يدرك ومن لا يدرك، وهنا نرى بُعد جديد: ‏تقول الحبيبة (2:5-8)‏
بينما كنت نائمة ولكن قلبي كان مستيقظ: تعبير قوى، أنهكها التعب والسهر ولكن لا يزال قلبها ‏ينتظر، لا يزال كيانها يرجوه، يتمناه. نعم هي نائمة، و “النوم” في الكتاب المقدس يحمل العديد من ‏المعاني. من ناحية النوم يشير للضعف والاستسلام والعجز (مز 76: 6). المزمور يتحدث عن هزيمة ‏الأعداء وعدم قدرتهم في الصراع واستسلامهم فيقول ان قوتهم قد سُلبت، فناموا. ايضا التلاميذ في بستان ‏الزيتون، ناموا من الحزن (لو 22: 45). ‏
يُشير أيضا لعدم الاهتمام بالآخر، فيقول سفر ناحوم: “لقد نَعسَ رُعاتكَ” (3: 18). نام الرعاة ولم ‏يعودوا مهتمين بالشعب؛ ناموا، اي توقفوا عن خدمة الشعب. ايضا يونان النبي عندما هرب من وجه الرب ‏ولم يرغب ان يحمل رسالة الخلاص لنينوى ينزل لعمق السفينة كي يهرب فينام. لا، بالأحرى “يستغرق في ‏النوم” (يونان 1: 6).‏
ينام الأقوياء، ينام الرعاة، ينام التلاميذ، ينام يونان وغيرهم كثيرين، لكن الرب لا يغفو ولا ينام (مز ‏‏121: 3- 4). الرب لا ينام فهو كالرقيب، الذي يحمي بينما ينام الآخرون؛ يسهر كي يستطيع الإنسان ‏أن ينام، وفي النوم يتدخل ويعمل. فعندما خلق الله أدم قال: “لا يَحسُنُ أن يكون الإنسان وحده، فلأصنعنَّ ‏له عوناً يُناسبه….فأوقع الرب سُباتاً عميقاً على الإنسان فنام…..وخلق منه حواء” (تك 2: 18- 20). ‏الإنسان لا يستطيع أن يخلق لنفسه العون المناسب، الإنسان لا يستطيع أن يشبع وحدته بنفسه. فيُنزل ‏الرب على الإنسان سُباتا فينام كي يستطيع ان يعمل. فالنوم، الذي هو علامة على عدم قدرة الانسان على ‏فعل أي شيء، من ناحية، يصبح فرصة لله كي يعمل هو كل شيء من اجل الإنسان. من نوم أدم وعدم ‏قدرته يُخرج الله حياة جديدة. من نوم ادم ووحدته التامة والانعزال الكامل يخلق الله امكانية الحب.‏
ايضا يوسف البار ينام بعد ان قرر ان يُطلق العذراء مريم لشكه فيها. وفي نومه يظهر له ملاك ‏الرب ويشجعه ان لا يخاف بأن يأخذ مريم لبيته لأن المولود منها هو ابن العلي (مت 1: 18- 21). نوم ‏يوسف يصبح إمكانية لله كي يتدخل ويشرح له معنى الأحداث؛ معنى أحداث حياته.‏
كثيرة هي الأحداث التي تشكك الإنسان اليوم، وكثيرة هي الأحداث الشخصية التي تجعل الانسان ‏نائم وعاجز (فشل علاقة – عجز – مرض) عن فعل أي شيء. لكن قلبه مازال مستيقظ ينتظر هذا ‏الحبيب وان كان لا يعرفه. مثل هذه الحبيبة، نامت هي ايضا ولكنها تنتظر…. ماذا؟ ‏‏…. للمرة القادمة

أيام مباركة ‏