نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
طريق الجلجلة
٣- الصلاة
تعلّمنا أيضا هذه الآية واجب الصلاة إلى الله في كل حين، وإنّه لا موقف يمكّننا أن نقفه أمام الصعاب والمحن والتجارب والآلام المبرّحة إلّا بالصلاة التي بها نعتصم بالسلام، ونستحق الأجرة، ونستمد المعونة للصبر والاحتمال. وكذلك تعلّمنا البنوة يا أبتِ. علينا أن نقول وندعو أبانا حتى في الساعات التي يخيَّل الينا أنّ الله يحجب وجه أبوّته عنّا، ويظهر لنا بمظهر قاسٍ. ولكن علينا أن نتجه بقلوبنا نحو الأب الرحيم والحنون ونصلّي بلجاجة وإيمان ولا نخف من الوقوف في حضرته واثقين من حنوّه ومحبته. فالصلاة مثل زهرة الورد تنفتح على النور فيفوح عطرها، وكما أنّ دوّار الشمس يتجه تلقائيا صوب الشمس، كذلك هي الصلاة: انفتاح على الله واتجاه صوبه. فإن أدركت حاجتك إلى الله، إلى نوره إلى قوّته، إلى التأمل في جوده وجماله وحبّه، واتّخذت منه الموقف المناسب، فإنك تصلّي.