الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 11 تشرين الأول/أكتوبر 2018
الخميس السابع والعشرون من زمن السنة
إنجيل القدّيس لوقا .13-5:11
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «مَن مِنكُم يَكونُ لَهُ صَديقٌ فَيَمضي إِلَيهِ عِندَ نِصفِ ٱللَّيل، وَيَقولُ لَهُ: يا أَخي، أَقرِضني ثَلاثَةَ أَرغِفَة.
فَقَد قَدِمَ عَلَيَّ صَديقٌ مِن سَفَر، وَلَيسَ عِندي ما أُقَدِّمُ لَهُ.
فَيُجيبُ ذاكَ مِنَ ٱلدّاخِل: لا تُزعِجني، فَٱلبابُ مُقفَلٌ وَأَولادي مَعي في ٱلفِراش. فَلا يُمكِنُني أَن أَقومَ فَأُعطِيَكَ.
أَقولُ لَكُم: وَإِن لَم يَقُم وَيُعطِهِ لِكَونِهِ صَديقَهُ، فَإِنَّهُ يَنهَضُ لِلَجاجَتِهِ، وَيُعطيهِ كُلَّ ما يَحتاجُ إِلَيه.
وَإِنّي أَقولُ لَكُم: «إِسأَلوا تُعطَوا، أُطلُبوا تَجِدوا، إِقرَعوا يُفتَح لَكُم.
لِأَنَّ كُلَّ مَن يَسأَلُ يَنال، وَمَن يَطلُبُ يَجِد، وَمَن يَقرَعُ يُفتَحُ لَهُ.
فَأَيُّ أَبٍ مِنكُم إِذا سَأَلَهُ ٱبنُهُ سَمَكَةً أَعطاهُ بَدَلَ ٱلسَّمَكَةِ حَيَّة؟
أَو سَأَلَهُ بَيضَةً أَعطاهُ عَقرَبًا؟
فَإِذا كُنتُم أَنتُمُ ٱلأَشرارَ تَعرِفونَ أَن تُعطوا ٱلعَطايا ٱلصّالِحَةَ أَبناءَكُم، فَما أَولى أَباكُمُ ٱلسَّماوِيّ، بِأَن يَهَبَ ٱلرّوحَ ٱلقُدُسَ لِلَّذينَ يَسأَلونَهُ!»
تعليق على الإنجيل
القدّيس بونافَنتورا (1221 – 1274)، راهب فرنسيسيّ وملفان الكنيسة
شرح لإنجيل القدّيس لوقا
«يا أَخي، أَقرِضني ثَلاثَةَ أَرغِفَة»
“مَن مِنكُم يَكونُ لَهُ صَديقٌ فَيَمضي إِلَيهِ عِندَ نِصفِ ٱللَّيل، وَيَقولُ لَهُ: يا أَخي، أَقرِضني ثَلاثَةَ أَرغِفَة. فَقَد قَدِمَ عَلَيَّ صَديقٌ مِن سَفَر، وَلَيسَ عِندي ما أُقَدِّمُ لَهُ”. حسب الإدراك الرُّوحيّ، فإنّ هذا الصديق يرمز إلى الرّب يسوع المسيح. “لا أَدعوكم عَبيدًا بعدَ اليَوم لِأَنَّ العَبدَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سَيِّدُه. فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي لأَنِّي أَطلَعتُكم على كُلِّ ما سَمِعتُه مِن أَبي”(يو 15: 15). يجب أن نذهب الى هذا الصديق ليلًا، أي في صمت ليلي، كما فعل نيقوديموس الّذي “جاءَ إِلى يَسوعَ ليلاً”(يو 3: 2). أولًا لأنّه في الصمت اللّيلي السرّي، علينا أن نقرع [باب الرّب] بواسطة الصلاة، كما قال إشعيا: “نَفسي ٱشتاقَتكَ في ٱللَّيلِ”(إش 26: 9). حيث أنّه في الليل، أي في وقت الشدّة على حسب ما قال هوشع، “إِنَّهم في ضيقِهم يَبتَكِرونَ إِلَيَّ”(هو 5: 15). في الواقع، إنّ الصديق الآتي من السفر، هو ذهنُنا الذي يعود إلينا بعدد المرّات التي إبتعد فيها عنّا من خلال الخيرات الزمنيّة. تبعد اللذّة هذا الصديق لكن الشدّة تعيدُه، كما نقرأ لاحقًا في إنجيل القدّيس لوقا بصَدد الإبن الضالّ الذي إبتعَد بسبب الفِسق وعاد بسبب الشقاء(راجع لو 15: 11- 32). إنّ الذي يعود يفرَغ الى نفسِه، لكنّه يجد نفسَه خالٍ من فرح تعزية مصدرها الغذاء الرّوحي.
لهذا الصديق الجائع، يتوجب علينا، إذًا أن نسأل الصديق الحقيقي ثلاثة أرغفة أي إدراك الثالوث الأقدس وذلك بذكر أسماء الأقانيم الثلاثة لكي يجد هذا الصديق غذائه في معرفة الإله الواحد، أم أنّ هذه الأرغفة الثلاث هي الايمان والرجاء والمحبة، بها نكتشف فضيلة ثلاثية في النَفس (البشرِّية). بهذا الخصوص، نقرأ في سفر صموئيل الأول: “وإذا تَقَدَّمتَ أَيضًا ووَصَلتَ إِلى بَلُّوطَةِ تابور، يُصادِفُكَ هُناكَ ثَلاثَةُ رِجالٍ صاعِدينَ إِلى الله، إِلى بَيتَ إِيل، ومع أَحَدِهم ثَلاثَةُ جِداء، وِمع الآخَرِ ثَلاثَةُ أَرغِفَةٍ مِنَ الخُبْز، ومع الآخرِ زِقُّ خَمْر”، لكي تُفهم في هذا النص وحدة النعمة وثالوثيّة الفضائل التي من خلالها تتكوّن في النفس صورة الله.