نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
No tags
كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة الثانية
الحق أقول لك اليوم تكون معي في الفردوس
أول إنسان خاطبه الرب على الصليب، كان هذا اللّص … لم يبدأ حياته بارًّا، بل صحبته الخطيئة حتى إلى الصليب. وكان وهو مصلوباً يعيّر الرب، مشتركاً في ذلك مع اللّص الآخر … فأول ما يلفت الأنظار في هذا اللّص الشكور، هو موقف نفساني نبيل. فقد فتح فمه، لينادي بالعدل، هو الذي داس أقدس شرائع العدل في حياته. ” أمّا نحن فبعدل … أمّا هو فلم يعمل شيئاً من الشر”. فهذا اللّص تغَّير فجأة ودخل الإيمان إلى قلبه، فانقلب من معيّر إلى مدافع … ومن مستهزئ إلى رجل صلاة وإيمان. فالموقف الأول شجّعه ليقف وقفه ثانية لا تقلَّ خطورة عن الأولى. بل إنّ هذا العمل الأول استحق له نعمة ثانية أن ينادي يسوع، وأن يؤمن بملكوته: “اذكرني يا رب في ملكوتك”.