نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة الثانية
الحق أقول لك اليوم تكون معي في الفردوس
٣- وعد عاجل ” اليوم “
اليوم ما أعظم ما للكفارة من نتائج سريعة! فقد قال المسيح: “وَأَنَا إِن ارتفعت عَنِ ٱلأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ ٱلْجَمِيعَ” (يوحنا 12: 32) فكان اللّص من أول الجميع، ومن باكورة القطاف. فها دماء الفدية تقطر، واللّص يُعتَق من عبوديته! وينابيع الخلاص تتفجَّر، واللّص يَطهُر من خطاياه! الفادي يصل إلى الدرك الأسفل من العار، واللص يسمو إلى أوج الشرف!
كان الميثاق لآدم في الجنة: “يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ” (تكوين 2: 17) وأما ميثاق اللص في الجلجلة فكان: “اليوم تكون معي في الفردوس”. هذا هو يوم الحياة المجانية “ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي صَنَعَهُ ٱلرَّبُّ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ” (مزمور 118: 24 ). هذه دعوة لنا لكي نغتسل بدم السيد المسيح ونقبل إليه ونقول مع اللّص اليمين: “أذكرني يارب إذا جئت في ملكوتك” . أن الله لا ينسى فرداً في زحمة الناس. لا يضيع الخروف في زحمة الاهتمام بالتسعة والتسعين الباقين …. لا يضيع اللّص اليمين وسط الاهتمام بخلاص العالم كله. فيسوع رغم كل آلامه دخل إلى القلوب الأكثر تحجّراً, والأكثر تنكّراً له. فهو يستفيد من كل الفرص حتى أصغرها فهو لذلك جاء ولهذا علّق على الصليب لتكون لنا الحياة وتكون أفضل.