stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أعود و أرجع لأبى – الأب وليم سيدهم

861views

إن ذاكرتنا نعمة كبيرة لأنها تسعفنا عند الضرورة لكى نقرأ سجل خطايانا فنعود و ‏نغير من توجهاتنا الانفصالية عن الله. مثل كل الشباب و في زمن المراهقة و التمرد ‏نتخذ قرارات تبدو لنا عين العقل، وفي غمرة هذا الفوران العاطفي و الرغبة من ‏الانغلاق، بدا للابن الاصغر أن حريته لن تكون كاملة إلا إذا تحررمن سلطان الأب. ‏فذهب لأبيه يطلب نصيبه من المال. و لأنه غير مُحيط بتقاليد العلاقة بين الأبناء و ‏الآباء و أن الميراث لا يورث إلا بموت الأب فإنه أصر أن يرث في حياة و الده ‏ضارباً بالتقاليد الراسخة عرض الحائط.‏
و لأن الأب واسع الأفق كثير الرحمة و مشفق على ابنه أعطاه نصيبه من المال. ‏وانطلق الابن في حياته الجديدة يصرف من المال على نزواته و شهواته و يقضى ‏أوقاته في المجون و السكر و العربدة . فجأة وجد الابن نفسه على قارعة الشارع. بعد ‏أن صرف كل المال.‏
حاول أن يجد مخرجاً لهذا الوضع الجديد فبحث عن عمل مناسب يسد عوزه فلم يجد ‏إلا مهنة راعى الخنازير و لأن معتقداته كانت تمنعه من لمس أو أكل الخنازير فوجد ‏نفسه و قد وصل إلى مرحلة أصبحت فيها حياته لا تطاق و في خطر حقيقي. تألم ‏كثيراً و ظل يفكر في عيشه مع والده و بين حاله الآن و أخذ يتذكر حنان الأب و ‏سخاءه معه و حمايته له و كيف أنه كان يتخيل أن ربما يجد بعيداً عن الآب مجالاً ‏أوسع و أرحب.‏
فرجع إلى نفسه فوجد أنه إرتكب خطأ فظيعاً فى حق والده بعد أن تذكر كل السخاء و ‏كل الرعاية و كل الغنى الذى كان متمتعاً به، فهم الابن الأصغر أنه توهم أن حريته ‏ستكون كاملة بعيداً عن أبيه، و لكن الواقع يكذب ذلك فلم يكن الأب بالقساوة التى ‏تصورها الابن و لا بالبخل أو الصلف الذى تخيله أيضاً عن أبيه.‏
و لأن جرمه كان عظيماً ظن أن الأب لن يستقبله مرة أخرى بصفته ابنه فقرر أن ‏يتقدم لأبيه ليعمل عبداً عنده هكذا تخيل الابن بعد أن عزم على الاعتذار لأبيه، ولما ‏رجع إلى بيت ابيه وجده منتظراً على الباب مترقباً رجوعه و قبل أن يقدم الاعتذار ‏أمر الأب أن يلبسوه حلَّة جديدة و أن يذبحوا العجل المسمن نظير رجوع ابنه من ‏ارض الغربة.‏
هكذا الابوة، هكذا حنو الله، إن هذا المثل هو ملخص ما يحدث معنا في علاقاتنا مع ‏الله فمهما عظمت خطايانا يستطيع الله أن يغفرها لنا. فقط علينا أن نتوب و نغير من ‏رؤيتنا الخاطئة ومن سلوكنا ونرجع اليه، ” إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ ‏كَالثَّلْجِ” يقول الكتاب المقدس. هذا هو الاله الرحوم الغفور الذى نريده و نبحث عنه.‏
عودوا الى الرب فهو قريب و توبوا الى الرب فالبعيد عنه غريب.‏