الأنبا الكسندروس إسكندر – أعده بتصرف/ ناجى كامل
* ولد إسكندر حبيب في 13 مارس 1895 من عائلة عريقة من الأقباط الأرثوذكس ، ألحقه والده في مدرسة الآباء اليسوعيين بالفجالة وكان إسكندر طالبا مجتهدا شهد له أساتذته ، ولما بلغ مرحلة الشباب اعتنق المذهب الكاثوليكي سرا خوفا من غضب أفراد أسرته وبدا يفكر في الكهنوت.
* سنة 1915 سافر إلى ايطاليا التحق بإكليريكية الآباء اليسوعيين هناك ودرس بها حتى سنة 1917 حيث قرر السفر إلى مدينة ليون بفرنسا للالتحاق بإكليريكية الإرسالية الأفريقية لأنه كان يخطط للسفر إلى أفريقيا ، عمل أثناء دراسته حتى يتمكن من أن يشترى الكتب ويواصل دراسته التي لم تكن بالمجان وكان على كل إكليريكي أن يسدد مصاريفها ويتحمل نفقاتها واكتسب عدة مهارات أثناء دراسته وبصفة خاصة في مجال التمريض لأنه كان يعاون الأطباء ويتلقى تعليماتهم وينفذها .
* سيم كاهنا في 11 يونيو 1922 بعد انتهاء دراسته أوفدته الرهبانية إلى مصر حيث سيم كاهنا عن يد المونسينيور جول جيرار – أسقف اللاتين بمصر- وذلك بكنيسة سان مارك بشبرا وفور سيامته اخذ ينتقل من قرية إلى أخرى في الوجه البحري ليؤدى رسالته الرعوية فخدم بمنوف وطوخ وسمدون ثم عين في مدينة فاقوس ومن بعدها الزقازيق فمدينة طنطا حيث استطاع بفضل ميراثه عن والده وبفضل تبرعات أفراد رعيته أن يشيد كنيسة باسم القديس بطرس على ارض تملكها الإرسالية الأفريقية بجوار مدرسة القديس لويس بطنطا وقد صمم الكنيسة المهندس الراحل صبحي اسكندر.
* كان الأنبا مرقص خزام يعرف كفاءة الأب إسكندر حبيب ويتابع أعماله وخدماته ورأى بثاقب نظره أنه سيكون مكسبا كبيرا لطائفة الأقباط الكاثوليك إذا استقال من طائفة اللاتين ، فعرض عليه أن يترك مدينة طنطا ليعينه في كنيسة قلب يسوع بمصر الجديدة التي كانت في احتياج إلى راع دائم . فوافق الأب اسكندر على العرض.
* في أكتوبر 1933 انضم لطائفة الأقباط الكاثوليك حيث عينه الأنبا مرقص خزام راعيا لكنيسة قلب يسوع بمصر الجديدة حيث أكمل تشييد الكنيسة وانشأ دار للراعي ملحقا بالكنيسة ، وقام بأول تجديد للكنيسة سنة 1935 حيث استدعى الأب اسكندر حبيب رساما إيطاليا وطلب منه أن يقوم بطلاء الكنيسة من الداخل ويرسم على الحوائط لوحات فينة منها القلب المقدس ويحوطه إكليل الشوك وطلب من الرسام إصباغ الروح القبطية فطلب أن يكتب باللغة القبطية بعض الآيات على الكمرات التي تحمل السقف ، كما استورد الأب اسكندر الرخام اللازم لإقامة المذابح .
* في فبراير 1947 انعم عليه قداسة بابا روما بلقب حبر روماني حيث عين مديرا رسوليا لكرسي طيبة (الأقصر) والمنيا .
* يوم الأحد 14 ديسمبر 1947 تمت سيامته الأسقفية مطرانا لكرسي أسيوط متخذا اسم الأنبا الكسندروس اسكندر. وبذلك يكون أول أسقف للايبارشية- أُسست إيبارشية ليكوبوليس أسيوط في 9 أغسطس 1947 بإرادة الكرسي الرسولي، وكانت تابعة لإيبارشية طيبة فكانت تشمل الحدود القديمة لمحافظة أسيوط، من مركز ملوي شمالاً إلى مركز صدفا جنوبًا- وتمت سيامته بكنيسة قلب يسوع (وكانت المرة الأولى التي يسام فيها مطران في كنيسة قلب يسوع ) وكان ذلك تكريما وتقديرا وعرفانا منها لأول راع لها بل ومؤسسها لما بذله من جهود لتنميتها والنهوض بها وبأوجه نشاطاتها وتأسيس مدارسها .تمت السيامة بوضع يد المونسينيور أرثر هيوز ومطران السريان الكاثوليك بخاش ومطران الأرمن الكاثوليك نسيميان لمعاونة البطريرك الأنبا مرقص خزام في مراسيم السيامة .
* وقد اشتهر الأنبا الكسندروس اسكندر خلال خدمته الكهنوتية والأسقفية بالغيرة الرسولية في العمل الرعوي إلى جانب القدرة الفائقة في الوعظ والتعليم والتأليف فقد ألف نيافته : كتب تاريخ الكنيسة القبطية ، الحياة الكهنوتية وكتاب مرشد الأرثوذكسي الكاثوليكي (الذي يحوى موجز لأغلب العقائد الكاثوليكية حيث صدرت طبعته الأولى في يناير 1930) ، بخلاف الرسائل الرعوية.
* بنى كاتدرائية أسيوط ودار المطرانية ومعهد التعليم المسيحي فقد شيد طيب الذكر مبنى الكاتدرائية والذي يعد صرحاً خالداً في البناء والتصميم . كذلك أرسى مثلث الرحمات مبادئ الإيمان بتعاليمه الروحية وكتاباته العميقة وكان بعيد النظر ورائداً وسابقاً لعصره حينما أسس معهداً لتكوين خدام النشاط الديني إيماناً منه بأهمية التكوين لمستقبل الكنيسة ، كما عمل على المحافظة على طقوسنا وتقاليدنا الغنية والعميقة .
* سنة 1963 رقى إلى رتبة رئيس أساقفة .
* في 29 ديسمبر 1964 انتقل إلى الأمجاد السماوية ودفن جثمانه الطاهر بكاتدرائية أسيوط .
—————————————
المصادر كتاب اون هليوبوليس للمرحوم الأستاذ/ إدمون شاكر
و مجلة الصلاح في أعادة طبع كتاب المرشد – الطبعة الخامسة سنة 2002 – كلمة نيافة الأنبا كيرلس وليم في تذكار مثلث الرحمات الأنبا الكسندروس