stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم

835views

كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة الخامسة
أنا عطشان

‏ وإذا أمعنّا النظر في قوله له المجد: “أنا عطشان” تتجلّى لنا شخصيته المباركة في‎ ‎أربعة ‏أمور: طبيعته، عمله، مثاله، ومطلبه.‏
‏1- طبيعته
‏ نعم إنّ يسوع هو حقيقة عطشان، كما انّه كان منهوك القِوى عند بئر يعقوب، وكما انه ‏بكى حقيقة على أورشليم وعلى لعازر صديقه وكما انّه، انحنى على الأرض خوفاً من الألم وتأففاً من ‏الألم الغير الناجع. يا للعجب! إنّ الذي يقول: “أنا عطشان” هو نفسه الذي قال “إنّي سأعطي ‏العطشان من ينبوع ماء الحياة مجّاناً” (رؤيا 21: 6)، والذي يفتقر إلى نقطة ماء هو‏‎ ‎الذي “به ‏كان كل شيء وبدونه ما كان شيء مما كان”‏‎ ‎‏(يوحنا 1: 3). ولا غرابة، فالمسافة اللانهائية بين ‏عرشه الذي يجري منه نهر ماء‎ ‎الحياة صافياً كبلّور، وبين صليبه المنشئ لأقسى أنواع العطش هي ‏حدود محبتّه الفائقة‎ ‎التي جعلته يخلي نفسه، ويظهر لصالبيه كإنسان ضعيف محتاج. ولأنّه وصل ‏في ناسوته إلى‎ ‎هذا الدرك الأسفل من الهوان، استغاث وليس مَن يغيث.‏‎ ‎